درجة عاليه من الاتساق بين عنوان الكتاب وبين المحتوى نادرا ما توجدالكتاب يتحدث في النصف الاول تقريبا عن رحلة داروين على السفينه بيجل الملكية للاستكشاف.... وعن كتابه الناجح الذي يتضمن يوميات الرحله وعن تاثير الرحله في حياته العلميه وافكاره وعقائده..عن ابحاثه العلميه وعن علاقته الفاتره بوالده وعلاقته المركبة بزوجته المتدينة فعلى الرغم من الاختلاف العقائدي والفلسفي لم تاثر على علاقتهم الزوجيه او حب بعضهم لبعض ....عن قلق زوجته انه لم يكون معها في الحياه الاخرى بسبب عدم ايمانه بالله....عن وفاه بنته المقربه لقلبه في سن العاشره وعن وفاته ابنه الصغير وعن وفاه ابيه وعدم حضور المراسم الجنائزية وعن مرضه الغريب وعلاجه الاكثر غرابة...عن وحدته في الريف ...عن لحظات تأمله.....عن وصوله لمرحلة الكفر بوجود خالق بعد قرائته في الموضوعات الفلسفية والإنجيلية بدءا بهيوم ولوك وادم سميث وهرشلوكتاب جيمس مارتينوا "الأساس المنطقي للبحث الديني" وكتاب جون أبركرومبي "تساؤلات عن القدرات العقلية والبحث عن الحقيقة " وكتاب" تاريخ الملوك العبريين" لـ نيومان وفيه انتقاد للعهد القديم للتشكك في دقته التاريخية ثم ينتقل الكتاب في نصفه الثاني عن الملابسات والكيفيه التي تم بها تأليف كتاب "أصل الانواع"في البداية كان يريد داروين تاليف عمل موسوعي غير قابل للنقد يحدث ضجة علميه كبيره يدخل بسببها داروين التاريخ كصاحب نظرية مهمة في التاريخ الطبيعي وكان يعمل على هذا المؤلف سنوات لتجاوز الاربع مجلدات لكن بسبب ظهور "ألفريد والاس " الرحاله جامع العينات من الشرق والغرب وحدوث تقارب هائل في الافكار بينه وبين داروين اضطر داروين بمشوره اثنين من اصدقائه المقربين ان يسرع في عمل ورقه لا تتجاوز العشرين ورقه تلخيص لموسوعته ونشرها باسرع وقت ممكن اذا ما اراد ان يكون له هذا السبق العلمي..فقد ارسل "والاس" ورقه علميه غير منشوره تحت اسم "عن نزعة المتغايرات إلى الابتعاد إلى ما لا نهاية عن النمط الاصلي" لدرويين يتحدث فيها عن أن الفارق بين النوع(كصنف) والنوع المغاير(كصنف) هو مجرد فرق في الدرجة. بمعنى أن مقدار التغاير الذي نراه بين المتغايرات داخل أي نوع ليس محدودًا بطبيعته؛ بل يمكن لهذه الإضافات القليلة أن تتراكم على نحو غير محدود إلى أن ينشق أحد المتغايرات ليصبح نوعًا متميزًا بذاته.. تفترض المخطوطة وجود مبدأ عام في الطبيعة يدفع المتغايرات الكثيرة لعمل ذلك.وكما يؤكد والاس فإنها لا تكتفي بأن " تنشق" فقط عن النوع الأب بل إنها أيضًا تتنافس ضده وأحيانًا تظل حية بعد موته، وفي النهاية ينشأ عنها هي نفسها متغايرات أخرى تختلف أكثر وأكثر عن النمط الأصلي. على عكس داروين، لم يبتكر والاس اسمًا لهذا المبدأ العام إلا أن مخطوطته فسرت هذا المبدأ بمنطق يماثل تمامًا منطق داروين. سببت هذة الورقة صدمه شديده لدارويين وشعر انه شخص محطم هذا ما أدى اليه تلكؤه ونزعته الى الكمال واصبح محصور بين واجبات الشرف ومطالب الذات فمبادئه تمنعه من سرقة الابحاث العلميه او عدم اعتارفه باسبقيه غيره في البحث وفي نفس الوقت يريد ان يكون له هو وحده هذا السبق العلميفلجأ الى صديقيه المقربين لم يجد سوا حلين الاول هو الاسراع بعمل ورقه تلخيص لموسوعه والاخر هو تنقيح ورقه والاس العلمية وعمل بعض الاضافات ونشرها باسم والاس وداروين وقد كان واحدثت اثر علمي في التاريخ الطبيعيوقام دارويين بالاسراع في تلخيص الموسوعه لكن بعد ان كانت الورقه العلميه لاتتجاوز ال 20 تجاوزت الخمسمائه واصبحت كتاب" اصل الانواع "وقام داروين بنشره ونشر منه في حياته 6 طبعات ثم ينتقل المؤلف لعملReview سريع لكتاب أصل الانواع يكرس داروين أول فصلين بالكتاب للتغاير في الحيوانات والنباتات الداجنة، وذكر أن الكثير منه يحدث روتينيٍّا، وكيف أن المربين يستخدمون الاختلافات الصغيرة ليحولوا خطوط سلالة الماشية والحيوانات الأليفة المدللة والمحاصيل الزراعية. فالكلاب والبقر والخنازير والماعز والفراولة والبطاطس والزنبق والأرانب والغنم والخيل والبط؛ كل نوع مدجن يمر بالتغاير. إذا كنت تعرف طيورك فستجد أن كل دجاجة واحدة مختلفة عن سواها.يمثل هذان الفصلان الافتتاحيان هجوم داروين المباشرعلى طريقة التفكير القديمة، التي ترى أن الأنواع مخلوقة وثابتة، وكأنها أفكار خزنت في خزينة ملفات سماوية. يضع الفصلان الأساس لمناقشته للانتخاب الطبيعي، لكنهما يفعلان أيضًا ما هو أكثر. إذ إنهما يقدمان أحد أعمق إسهاماته في الفكر العلمي.تناول في الفصل الثالث موضوع الصراع من أجل البقاء؛ إذ استخدم عمليات مالتوس الحسابية وبياناته التجريبية ليبدد فكرة أن الطبيعة في حال من الهدوء الرباني المنظم.فنظام الطبيعة الواقعي ليس سلميٍّا، بل هو تدافع عنيف، حتى لو كان العنف صامتًا ومبهمًا. يشير داروين إلى عبارة شهيرة لعالم النبات السويسري إيه بي دي كاندول، اقترح الطبيعة كلها في حالة حرب؛ بين كل كائن حي وآخر، أو حرب مع الطبيعة الخارجية فهناك افتراس ومنافسة وحياة تطفلية وازدحام. تواصل الأنواع تكاثرها رغم عدم وجود طعام كافٍ أو حيز كافٍ لذريتها. فمعدلات التكاثر تسير بمتوالية هندسية، والمواطن البيئية محدودة. لحسن الحظ توجد أخطار كثيرة تحيق بها. ولو لم يؤدِّ الصراع والموت إلى إفناء أغلب الأفراد في معظم الأنواع، لامتلأت الأرض والبحار والسماوات على نحو مستحيل.الفصل الرابع هو لب الكتاب، الذي يوضح فيه داروين قياسه التمثيلي الكبير بين المتغايرات الداجنة والأنواع البرية. إذا كان بمقدور الاستيلاد الانتخابي بواسطة البشر أن يخلّق تعديلات خاصة هكذا فإن داروين يسأل ما الذي تعجز الطبيعة عن إنتاجه من خلال الانتخاب الطبيعي ؟يحاجّ داروين بأن الانتخاب الطبيعي يؤدي إلى ما هو أكثر من مجرد تغيرات صغيرة وتكيفات ممتازة. فهو يؤدي أيضًا إلى توسيع التباعد بين مجموعات الكائنات الحية "بين المتغايرات، وبين الأنواع، وبين الأجناس والصنوف الأعلى " ومن ثم فإنه يؤدي إلى تنوع الحياة الهائل فوق كوكب الأرض. هذا التنوع هو ما يتيح لهذه الوفرة من الكائنات الحية المفردة و الصنوف المختلفة من هذه الكائنات، أن تتعايش معًا داخل رقعة صغيرة من الغابة، أو فوق جزيرة..فهي تبقى حية لأنها تختلف اختلافًا كافيًا بعضها عن بعض — في طرق بحثها عن الضوء والمياه والمعدنيات المغذية والتكاثر الناجح — وهذه الاختلافات تقلل لأدنى حد من المنافسة. التباعد هو الظاهرة التي تتيح استخلاص قدر أكبر من النجاح البيولوجي من قدر محدود من الموارد الطبيعية.الفصول الوسطى من الكتاب مخصصة لموضوعات معقدة مثل السلوك الغريزي، وعقم الكائنات الهجينة (الذي يساعد على الحفاظ على الاختلافات بين العشائر بمجرد ظهور هذه الاختلافات) ، وحل داروين لمشكلة البنى الانتقالية... آخر هذه الفصول يتناول اعتراضًا غريبًا ضد نظريته، لا يزال يثار إلى الآن أحيانًا من جانب أتباع التكوينية. فما يعنيه داروين بالبنية الانتقالية هو بنية لم تنمُ نموٍّا كاملًا لتحقيق وظيفتها؛ كالزائدة التي تشبه الجناح شبهًا طفيفًا وتكون بلا فائدة للطيران، أو العضو الأوَّلي السابق على العين. تكمن المشكلة في فهم الطريقة التي يمكن بها للانتخاب الطبيعي أن ينتج هذه الفطائر نصف المخبوزة. إذا كانت المتغايرات تحدث على صورة تراكمات طفيفة، ويحافظ الانتخاب الطبيعي على المتغايرات المفيدة وحدها، ماذا تكون إذن الفائدة المتصورة لكل تغير تراكمي أثناء الطور الانتقالي، حين كان الجناح البدائي غير فعال من حيث الطيران، وحين كانت العين البدائية عاجزة عن تركيز الصورة؟يجيب داروين عن ذلك بأمثلة من الأشكال الانتقالية القابلة للتكيف (على سبيل المثال أجنحة السنجاب الطائر أو السمكة الطائرة) ويجيب بمنطق حريص عن قيمة الأعضاء الحساسة للضوء مثل العيينات في بعض اللافقاريات؛ التي ليست بأعين كاملة النمو .ابتداءً من الفصل التاسع، يحول داروين تركيزه من الآلية؛ الانتخاب الطبيعي، إلى الظاهرة نفسها؛ التطور. يتغير أيضًا نهجه في التعامل مع الموضوع. فبدلًا من أن يحاج بأن الانتخاب الطبيعي لا بد وان يحدث فانه يقدم الادله على الن التطور حدث بالفعل تقع ادلته في اربع نطاقات:1- الجغرافيا البيولوجية2- علم الحفريات3-علم الإجنة4-المورفولوجيافعلم الجغرافيا البيولوجية يهدف الى الاجابه عن ماالكائنات التي تعيش داخل نطاق جغرافي معين وكيف اتت ولماذا لا تعيش في اماكن اخرى ويستدل دارروين على نظريته بالعديد من الامثله مستخدما الجغرافيا البيولوجيةيكشف علم الحفريات عن أنماط أخرى تتجمع محتشدة بمقياس الزمان ويضرب داروين العديد من الامثله ويبرز مدى التشابهات بين الانواع الجديده والانواع الاقدم ويفسر تلك التشابهات عن طريق نظريه انحدار السلاله مع التعديلات.يضم علم الأجنة أيضًا أنماطًا تلتمس التفسير. لماذا يحدث لجنين أحد الثدييات وهو يمر خلال أطوار تناميه أن يقضي أحد الأطوار وهو يشبه جنين أحد الزواحف؟ لماذا يحدث له عند نقطة أخرى أن يُظهر شقوق خياشيم مثل جنين سمكة؟ بما أن علم الأجنة بمعناه الواسع ينظر أمر مراحل نمو غير ناضجة، وليس فقط الأشكال التي لم تولد أو لم تفقس، فإن هذه الأسئلة تقودنا إلى أسئلة غيرها لماذا لدى أشبال الأسد سيقان مقلمة، كسيقان البالغين من أقربائها الأقربين، النمور؟ لماذا يماثل البرنقيل في طور اليرقة، الذييسبح حرٍّا قبل تحوله بالانسلاخ، يرقات الروبيان البحري إلى حدٍّ بالغ؟ لماذا تشبه يرقاتالعث والذباب والخنافس بعضها بعضًا (كلها دودية) أكثر مما تتشابه وهي في أطوارها البالغة؟ كتب داروين: لأن الجنين هو الحيوان في أقل حالة معدلة له وأن هذه الحالة تكشف بنيه سلفه..المورفولوجيا؛ أي دراسة الشكل والتصميم التشريحي، هي بكلمات داروين صميم روح التاريخ الطبيعي ما الذي بوسعنا أن نستنتجه حين نرى يد الإنسان (المشكَّلة للقبض على الأشياء)، ومخلب الخلد(المشكَّل للحفر)، وساق الحصان (المشكَّلة للجري)، وزعنفة خنزير البحر (للعوم)، وجناح الخفاش(للطيران))، وهي تعكس جميعًا نمطًا أساسيٍّا من خمسة أصابع، مع نسخ معدلة من العظام نفسها في المواقع النسبية نفسها؟والعديد من الامثله ثم يتطرق الكتاب الى الاثرالذي احدثه الكتاب والى الانتقادات ومن اهم الانتقاداتانتقاد ويليام طومسون؛ الرياضي والفيزيائي الاسكتلندي حيث قدم ورقة بحثية قصيرة مبنية على حساباته للزمن المنقضي منذ تشكل كوكب الارض ووصولة للحاله الصلبة تحت عنوان "تفنيد موجز اـ مبدأ الاتساق في الجيلوجيا"افترض طومسون ان كوكبنا كان اصلا كتلة من ماده مصهورت اتت من الشمس وبردت معدل يمكن تحدسده بينما تشع بالحرارة في البرد القارس للفضاء واضعا في الاعتبار ان القلب الساخن من الصهارة مازال باقيا ..فان طومسون حسب ان عمر الارض لا يحتمال ان يذيد عن 100 مليون سنه .وعلاقه ذلك بداروين تتمثل في ان فتره ال 100 مليون سنه أقل بكثير من قدر الزمن الضخم ضخامة غير معقولة الذي افترضه داروين ليشكل الانتخاب الطبيعي..ذاد الهجوم حدة عندنا اعاد طومسون حساباته وقلل عمر الارض الة 30 مليون سنه .وبعض الانتقادات من اللاماركيون الجدد وظهور بعض الابحاث في علم الوراثه تتنقد فكرة توريث الصفات او المكتسبات الجسمانيه فرغبة الزرافه في مد راسها لاعلى من اجل الحصول على المذيد من الطعام لا يؤدي الى توريث هذه الرغبه في شكل رقبه طويله بالفعل للابناء كذلك عضلات الحداد نتيجه لعمله الشاق لا تورث بالضروره للابناءثم ينهي الكتاب ببعض القراءات والاقتراحات من اجل الاستذادةالكتاب ممتع بشكل كبير وايقاعه سريع وغير ممل بالمره
الخلاصة التي خرجت منها بعد قراءة هذا الكتاب هي أن "داروين" لا يستحق كل هذا الجدل الذي تمخض عن أفكاره .. في رأيي لم يكن داروين عالماً عبقريـًا ، كان تجريبيـًا مجتهداً وصاحب منهجية صبورة ، لكنه ليس عبقرياً .هناك نقطتان يمكن الإشارة لهم في هذا السياق، النقطة الأولى أن داروين لم يأت شيئاً فريداً بحيث يمكن أن نتساءل : لو أن داروين لم يظهر في هذه الفترة كم كان الأمر سيختلف .. كانت أفكار التطور منتشرة من قديم الأزل ، وقليل يعلمون أن "ألفريد راسل والاس" توصل لنظرية الانتخاب الطبيعي في نفس الفترة التي كان داروين متردداً أن ينشر أفكاره ، وقد اشتركوا معاً في نشر الورقة البحثية الأولى التي أعلنت عن النظرية ، وبطريقة غير أخلاقية في رأي الكثيرين .. في أكثر مصادفات التاريخ غرابة بعث "والاس" بأطروحة حول النظرية لداروين نفسه (دون أن يعلم أن دارون سبقه لنفس النظرية تماماً) ليبعثها لريتشارد ليل ، وكان الأخير أكبر علماء إنجلترا في الجغرافيا وصديقاً لداروين ، لذا فقد توصل لحل وسط بأن يتم مناقشة ورقة "والاس" مع ملخص لنظرية داروين في نفس اليوم في الجمعية الملكية للعلوم .. وهكذا لو أن داروين اختفى من التاريخ لتوصل "والاس" للنظرية في نفس الفترة الزمنية ، بل إن ضغط الأسبقية هو الذي جعل داروين يسرع في إنجاز كتابه "أصل الأنواع" .النقطة الأخرى هي دور الحظ والصدفة في شهرة داروين ، يدين داروين بالفضل لرحلة السفينة بيجل التي استمرت لخمس سنوات .. كان من المفترض أن يسافر بدلاً منه أحد دارسي التاريخ الطبيعي ، لكن هذا الأخير قرر عدم السفر وحل محله داروين الذي لم يكن له علاقة أكاديمية بالتاريخ الطبيعي ، واستر يعتمد على نتائج هذه الرحلة والعينات التي جمعها في معظم أبحاثه العلمية ،ً كان داروين من أسرة ثرية وفرت له دعماً مالياً ، كما كان لها علاقات اجتماعية قوية سهلت له السفر على السفينة ، بعكس "والاس" الذي كان عصامياً حيث جمع تكاليف سفره للأمازون من جمع عينات التاريخ الطبيعي وإرسالها لهواة جمع العينات في لندن .. وعلى خلاف "داروين"؛ كان "والاس" معرضا لفقد حياته في الرحلة ، لم يكن لديه حظ داروين ولا ثروته !كذلك لعب الحظ دوراً عندما أرسل والاس نفسه ورقته البحثية لداروين ، لو أرسلها لشخص آخر وقام بنشرها منفرداً لظهرت النظرية باسمه ولاختفى داروين من تاريخ العلم كصاحب نظرية الانتخاب الطبيعي .ما الذي ميز "داروين" إذن ؟ الأمر الأول هو الجانب التجريبي لديه كعالم ، استمر داروين عشرين عاماً يجمع كل الأدلة حول آلية الانتخاب الطبيعي في حدوث التطور ، كان يمطر المهتمين بالتاريخ الطبيعي برسائل يطلب منهم عينات لأبحاثه ( وهذه الطريقة التي تعرف بها على والاس ) .. وكان يكتب مسودات لا تنتهي حول أفكاره منتظراً أن يأتي ليوم التي ينشرها في كتاب موسوعي ، كان صبوراً ، ويتمتع بفضول علمي لا مثيل له .الأمر الثاني في أسباب شهرة داروين هو كتابه أصل الأنواع ، كان توصل والاس للنظرية في هذه الفترة دافعاً لداروين لكي يكتب خلاصة لكتابة الموسوعي الذي لم يظهر أبداً ، لكن هذه الخلاصة تحولت للكتاب المعروف بصفحاته الـ 500 ، بعدها تخلى دروين عن كتابه الموسوعي .. كان عامل الوقت حافزاً وضغوط الأسبقية لكي يخرج الكتاب مبسطاً بعيداً على التخصص الجاف ، كان داروين مضطراً للتخلي عن تردده ومنهجيته الصارمة لكي يخرج كتابه للقارئ العادي في أسرع وقت ، ولكي ينقذ عشرين عاماً من العمل على نظرية الانتخاب الطبيعي .العامل الثالث هو طبيعة أفكار داروين نفسها، سبق أن أوضحنا أن نظرية التطور (تغير السمات الوراثية وصفات وأعضاء معينة للحيوان عن أصل سابق عبر الأجيال المتعاقبة) هي أسبق عن داروين ، بل إن البعض يعود بها إلى عهد فلاسفة الإغريق .. وقبل سنوات من نشر داروين لنظرية الانتخاب الطبيعي خرج "لامارك" بنظرية عن التطور .. لكن الجديد الذي أتى به داروين هو أن هذا التطور يحدث بآلية ( الانتخاب الطبيعي ) دون تدخل من خالق أعلى ، كانت تلك فكرة ثورية في هذا العصر قلبت مفاهيم العلم رأساً على عقب ونحت جانباً ما جاء بسفر التكوين حول الخلق والنشوء .. وهذه النزعة المادية وجدت أنصاراً متحمسين عملوا على نشرها وترويجها والدفاع عنها أمام هجوم رجال الدين وأصحاب النظرية التكوينية في النشوء ، حتى وإن كانوا لم يفهموها بشكل جيد !باختصار قدمت النظرية تفسيراً ماديا للغز الألغاز ، وهدمت آخر حصون الدين .. من الممكن التوفيق بين التطور والاعتقاد بأن خالقاً إلهياً أرسى القوانين التي تحكم الكون ، وأعطى قوة دافعة للحياة، وأتاح للأنواع أن تتغير عبر الزمان، ثم –في لحظة سحرية ما- نفث بعداً روحياً فريداً في أحد الأنواع الرئيسية عرف لاحقاً بالإنسان العاقل، لكن بمجرد أن تتبنى الانتخاب الطبيعي كآلية للتطور دون أن تستبعد منها الإنسان فإنك تدق آخر مسمار في نعش المسيحية ( والأديان بشكل عام ) ، ويصبح القول بأن الإنسان مخلوق مميز من جوهر أعلى غير مادي ، خلق على هيئة الرب ويرنو للبعث وللخلود أمر لا دليل عليه . نظرية الانتخاب الطبيعي تقوم ببساطة على أربع فرضيات :أولاً / عدد المواليد يكون أكبر من العدد القادر على النجاة .. نتيجة لعوامل قلة حجم الغذاء ، والظروف الطبيعية الأخرى ، ونتيجة لذلك يحدث الصراع من أجل البقاء .ثانياً / الأجيال الجديدة تتغاير في السمات الوراثية طبيعياً -ولو بدرجة قليلة- لتتكيف مع ظروف الحياة والطبيعة ، وتكون هذه الأجيال الجديدة أكثر قدرة على النجاة ، وتتنافس مع الآباء، وتكون لديها فرصة أكبر في البقاء.ثالثاً / هذه التغيرات والاختلافات البسيطة تكون وراثية للأجيال اللاحقة .رابعاً / الإنسان ليس استثناء من هذه العملية ، ( وهي فكرة لن يوافق عليها "والاس" بعد ذلك ) هناك نقاط هامة تخص فكرة الانتخاب الطبيعي عند "داروين" يجب أن يتم ذكرها لم يدع "داروين" أنه استطاع البرهنة على آلية الانتخاب الطبيعي كعامل مُسبب للتطور ، كما لم يدع بأن هذا هو السبب الوحيد في حدوث التطور .. لكنه جمع أدلة كثيرة على أن هذا هو التفسير الأكثر احتمالاً .أيضاً على عكس الاعتقاد الشائع لم يجزم داروين بأن الإنسان والقرد خرجا من سلف مشترك ، لكنه أوضح أن الإنسان ليس استثناءً في عملية التطور والانتخاب الطبيعي ، وترك تفسير أصل الإنسان للعلماء من بعده .كما أن داروين أقر بأنه يجهل قوانين التغير ( الطريقة التي تحدث بها التغيرات الطفيفة عبر الأجيال ) ، وأوضح " نحن لا نستطيع ، ولا في حالة واحدة من كل مائة حالة ، أن نزعم معرفة السبب وراء اختلاف هذا الجزء أو ذاك عن الجزء نفسه في الوالدين .أخيراً فإن قول داروين بأن التغيرات يتم وراثتها عبر الأجيال قد ثبت خطئه فيما بعد .بقي أن نتناول الجانب الفلسفي في النظرية .وفرت نظرية الانتخاب الطبيعي تفسيراً مادياً للخلق ، كانت الأساس للحركات الإلحادية بعد ذلك .. بعدها خرج نيتشه بالقول الأشهر له ( لقد مات الإله ) .لكن من جهة أخرى بأن النظرية فسرت تطور الإنسان قد ثبت سخفه ، ورغم أن داروين لم يرفض هذا الطرح إلا أنه لم يقدم تفسيراً .. أما "والاس" الذي يشترك مع داروين في ظهور النظرية فقد أوضح بجلاء " لا يمكن لهذه الآلية أن تنتج المخ البشري ، ناهيك عن الطبيعة الأخلاقية والثقافية الأرقى للإنسان .. وأن العالم محكوم بالطبع بالقوانين ، لكنه أي -والاس- يميل للإعتقاد بأن ذكاء متحكماً راقب هذه القوانين ، ومن ثم هذه التغيرات ، وهو الذي يحدد تراكمها " على أي حال فإن من يبحث عن أصل مادي للإنسان يمكن أن يجد غايته إن أراد في جينوم الفأر ، فقد ثبت أن 30 ألف جين من الخريطة الوراثية للفئران 99% منها له نظائر مباشرة عند البشر ( !!!! ) بمعنى أن النوع البشري قد خلق خلقاً مشابهاً للفئران بـ 30 ألف طريقة .. وهو مالا يمكن تفسيره ( وفقاً لرأي الكاتب ) إلا بالانحدار من سلالة مشتركة ( !!!! ) هكذا يفضل البعض أن يرفض التفسير الغيبي لأصل الإنسان ويقبل أن ينحدر من أصل مشرك مع الفئران والقرود .. وهو أمر لا يفوقه سخافة أي قول آخر .يقول العلماء أنه في القرن العشرين قد توافرت دلائل كثيرة على نظرية الانتخاب الطبيعي في التطور ، ولكن من خلال طفرات جينية وليس بوراثة الصفات نفسها .. هكذا فإن نظرية داروين-والاس لازالت صامدة وإن تغير فهمها بصورة كبيرة .الكتاب ممتع ورائع ، ونموذج لما ينبغي أن يكون عليه كتب تبسيط العلوم .. ستخرج منه بفهم أفضل لنظرية التطور ولشخصية داروين المثيرة للجدل بكل تركيبتها النفسية .
الكتاب كان مزيج عجيب من حياة داروين ونظرية التطور نفسها ومحاولات علماء كثيرين ومنظرين فى اكتشافها عنوان الكتاب كان غير موفق قليلاً الكتاب كان جيد جداً فى عرض نظرية التطور نفسها واعطى كمية معلومات لا بأس بها عن الموضوع بالنسبة لوجهة النظر فى داروين:فـ داروين بيفكرنى ببعض الحقوقيين "بتوع حقوق الحيوان" اللى بينتفضوا ويغضبوا من اساءة معاملة الحيوانات لكن مش بيحركوا ساكن للاعتراض على قتل الناس الآدميين فى الحروب :)داروين احتقر الانسان لدرجة انه خلاه -فى معتقده- آت من نسل الحيوان *من الممكن تصديق فكرة التطور على صعيد عالم الحيوان -حيوانات الشعبة الواحدة- لكن على الانسان لا اعتقد فى العموم : النزعة المادية لم تفد داروين فى الاجابة عن اهم الاشئلة وهى كمان يقول "اصل الانسان" واللى قال انه آتٍ من نسل القردة العليا وان مرحلة تطوره من قرد الى انسان "حيوان عاقل يعنى " تسمى (الحلقة المفقودة) لازم فى وقت هتلف وتدور وترجع لنقطة ان فيه بعض القضايا الرد عليها بيكون انها من الحقائق والثوابت الالهية
—Asmaa
يبدو واضحا من العنوان أن الكاتب سيوضح سبب تردد داروين يبدأ الكاتب في طرح تاريخ داروين من شبابه ورحلته في بيجل (لم يتحدث عنها كثيرا) وايضا عودته إلى بلاده ومحاولة الاستقرار وبداية ظهور فكرة الانتخاب الطبيعي ثم يتطرق إلي حياة داروين ما بعد الزواج وخصوصا المرحلة التي غيرت من تفكير داروين الذي نشأ في أسرة مؤمنة ومتشبثة بالتعاليم المسيحية هذه المرحلة عرفت حدثيين غيرا نظرة داروين للإله والحياة هو وفاة والده ثم وفاة ابنته آنيوهنا مقتطفات من بعد كتاباته خلال هذه المرحلة"كتب داروين في سيرته الذاتية: الحقيقة أن عدم الإيمان زحف إلي ببطء شديد، لكنه اكتمل في النهاية.والحقيقة أن هذا الازحف بلغ من بطئه أني لم أحس بأي أسى ولم يحدث أبدا منذ وقتها أن شككت ولو لثانية واحدة في أن استنتاجي صائب""في مكان آخر وصف نفسه ببساطة بأنه "مشوش" بشأن هذه القضايا التي لا تقبل الحل. كان يضايقه تحديدا تناقضان اثنان رآهما في العقيدة المسيحية التقليدية، أو يتعلقان بها، وهما: التعارض بين فكرت الكون المحكوم بقانون والإله المتدخل وأيضا وجود الشر في عالم صممه إلع كلي القدرة ويؤثر الخير"اما باقي الفصول فيتطرق إلى كيف توصل داروين إلى نظريته وكيف تم نشر كتابه وآراء الاخرين عنه سواء من العلماء او من العمومثم يشرح كتاب "أصل الانواع" الذي تحدث فيه عن الانتخاب الطبيعي غير الموجهفي الآخير يذكر بعض المحاولات التي حاولت تكذيب او إظهار فشل نظرية داروين لا اعرف لماذا تجاهل داروين أعمال مندل عن الوراثة مع أنها كانت ستقوي من نظريته وستجعله يغير بعض الامور فيها حاليا لا يتم الاعتماد الكلي على نظرية داروين بل اخذ منها بعض المفاهيم وتم تصحيحها مع تطور العلم والاكتشافات الجديدةاما بخصوص أصل الانسان فلم يتطرق له الكاتب هنا ولهذا سأكتفي بما كتبت
—صفاء فضلاوي
من الولهة الأولى ظننت أن الكتاب سحتوي تفصيلأ مبسطاً يشرح التطورية الداروينية ..ولكنه لم يكن كذلك تماما ، لم يكن أكثر من سيرة ذاتية لحياة داروين وسير الأحداث في ظهور النظرية وتبعاتها وطرح عدة قصص واراء ومواقف.. ليس بالكتاب السيء أبداً ، بل هو جميل جداً بسيط الأسلوب يجتوي بعض التفاصيل المملة وقليلة الأهمية أحياناً ، ولا بأس به كملحق لفهم النظرية والاطلاع على تاريخها مع داروين ..لا زال أمامي الكثير لفهمها تماما وتحديد موقف تجاهها ، لست متأكداً من أي شيء منها ، وشعرت بأن داروين أيضاً لم يكن متأكدا من شيء ! 3.5/5
—Awni F.