رامبو وزمن القتلةلـ هنري ميللرأدب/ نقد/ سيرة ذاتيةترجمة: سعدي يوسفمنشورات الجملالطبعة الأولي 2012آرثر رامبو (1854- 1891). ولد في شارلفيل شمال شرق فرنسا. بدأ كتابة الشعر وهو في السادسة عشر.أثرت أعماله علي الفن السريالي. ارتبط بعلاقة مثلية مع بول فرلين الشاعر الفرنسي (1844- 1896). كتب (الاشراقات) بين عامي 1872 و 1874، وهي قصائد نثرية حاول فيها عدم التمييز بين الواقع والهلوسة. وفي عام 1873 كتب (فصل في الجحيم) وهو آخر أعماله الشعرية. وكان عمره تسعة عشر عاما.في يوليو 1873 أطلق بول فرلين رصاصتين علي رامبو، فأصابه بجروح في المعصم. قرر رامبو عام 1875 السفر إلي أثيوبيا والعمل كتاجر. توفي عام 1891 بـ مارسيليا، بعد أن بترت ساقه.هذه لمحة سريعة لحياة رامبو. لكن ميللر يعطينا لمحة أعمق عنه. فعندما تستشعر القرب من شخص ما. أو تحس بأن ثمة تجارب مشتركة بينكما، فإنه يمكنك أن تتصور فصول حياته. يقول ميللر: صورت لنفسي أن رامبو كان مدللا في طفولته كفتاة، وفي صباه كـ (غندور). وهكذا كان الأمر معي. ففي الفصل الأول من الكتاب يمزج ميللر بين سيرته وسيرة رامبو: تناظرات، قرابات، إلتقاءات، أوجاع.يذكر ميللر، الذي يمتلك ذاكرة حساسة تجاه الكتب، أول مرة سمع فيها اسم رامبو: كان ذلك عام 1927، في القبو الغائر، بمنزل قذر، في بروكلين. كان عمري ستة وثلاثين عاما. وكنت في أعماق (فصل الجحيم) المديد، الخاص بي، وثمة كتاب عن رامبو في المنزل، لكني لم أنظر إليه مرة. وكان السبب أني أكره صاحبة الكتاب، والتي كانت تسكن معنا. لذا أجل ميللر قراءته لرامبو ست أو سبع سنوات: وبالرغم من أنني لم أقم حتي بإلقاء نظرة علي عمله، إلا بعد ست سنوات أو سبع، في منزل (أنايس نين)(1903-1977) بـ (لوفيسين) غير أن حضوره كان معي دائما. لقد التصق اسم رامبو. إنها عادة القراء دائما والكتاب أيضا.ومعروف، كما ذكرت أنايس نين في المجلد الأول من مذكراتها، أنها عاشت مع ميللر حياة بوهيمية أثناء اقامتها في باريس (1931-1934). وهي نفس الفترة التي يصفها ميللر بأنها كانت فترة (إشراقات) ي. أو الفترة الباريسية.تناظرات: عاني رامبو أزمته العظمي عندما كان في الثامنة عشرة، حينها بلغ حد الجنون، ومنذ ذلك الحين غدت حياته صحراء لا تنتهي. أما أنا فبلغت الحد بين السادسة والثلاثين أو السابعة والثلاثين.. العمر الذي مات فيه رامبو. ومنذ ذلك الحين بدأت حياتي تزدهر. رامبو تحول من الأدب إلي الحياة. أنا فعلت العكس. رامبو هرب من السعالي التي خلقها، أما أنا فقد عانقتها. لقد صحوت من حماقة وضياع الممارسة المجردة للحياة. هكذا توقفت، ووجهت طاقاتي وجهة الابداع واندفعت في الكتابة، بنفس اللهفة والحرارة اللتين وسمتا اندفاعي في الحياة. وربحت الحياة بدل أن أضيعها، وحدثت المعجزات، واحدة إثر الأخري. بدل كل حظ عاثر خيرا. أما رامبو فبالرغم من اندفاعه في الأرض مناخات ومشاهد لا تصدق.. في عالم فانتازيا غريب وبهي كقصائده، إلا أنه غدا أكثر مرارة وانغلاقا وفراغا وأسي.رامبو أعاد الأدب إلي الحياة. أنا أردت أن أعيد الحياة إلي الأدب.ولدينا نحن الاثنين تقوي الخاصية الاعترافية، والانشغالات الأخلاقية والروحية. كما أن التلذذ باللغة والموسيقي أكثر من الأدب، صفة مشتركة بيننا. مع رامبو أحسست بطبيعة بدائية تعبر عن نفسها بطرق غريبة. وصف كلوديل رامبو بأنه (صوفي في حالة متوحشة)، هو وصف ليس له مثيل. إن رامبو لا يعود إلي أي مكان. وكان لدي هذا الاحساس ذاته إذاء نفسي.التناظرات لا تنتهي...حياتهما غنية لحد بعيد: أعني رامبو وميللر. تمرد، رغبة قوية في حياة مختلفة. رؤية جديدة للأدب. سفر، بعيد. طفولة غير عادية. تجارب عاطفية خائبة. موهبة متفردة.وتحت عنوان: (رحلة الطائر الذهبي)، يتحدث ميللر عن شعر رامبو، ويبدأ كلامه بذكر كلمات متلازمة، متكررة يستعملها رامبو في شعره، هي أكثر قدرة علي الكشف من كل الحقائق التي يكدسها كاتبو السير الصبورون: (الأبدية، اللامنتهي، الإحسان، الوحدة، الضيق، النور، الفجر، الشمس، الحب، الجمال، الخفي، الشفقة، الشيطان، الملاك، الثمل، الفردوس، الجحيم، السأم...). وشعر رامبو يفهمه أناس شديدو التنوع، ويسيء فهمه أناس شديدو التنوع، ويمكننا أن نعرف مقلديه علي الفور. ليس ثمة ما يشترك به مع الرمزيين. وليس ثمة ما يشترك به مع السرياليين، قدر ما أري. إنه والد مدارس عديدة، لكنه ليس أبا لأي واحدة. استخدامه الفريد للرمز، هو علامة عبقريته. لقد توصل إلي منظومة الرمز هذه عبر الدم والألم.وخلافا لشعرائنا المتأخرين، لم يستخدم الرموز التي استعملها الرياضي والعلماء. لغته لغة الروح، لا لغة الأوزان والمقاييس والعلائق التجريدية.ثمة لمحة مأساوية تجمع رامبو بـ فان جوخ، يعرج ميللر عليها: فـ فان جوخ الذي ولد بعد رامبو بعام وأنهي حياته بيده في نفس السن كان صلب الارادة، خارق الشجاعة، استثنائي الطاقة والدأب، هذه الصفات مكنته من النضال ضد ما لا يقهر. لكنه شأن رامبو، أضناه النضال وهو بعد في عنفوان حياته... فسقط.إن الرابطة العظمي بينهما هي طهارة فنهما. ومقياس هذه الطهارة، يقدم بصيغ المعاناة.وفي الفصل الثالث (متي لا تعود الملائكة تشبه نفسها) يقول ميللر: اكتشف رامبو العالم الحقيقي طفلا، وحاول المناداة به شابا، وتخلي عنه رجلا.في بداياته كان ينادي (أقول.. يجب أن يكون رائيا.. كن رائيا). وفجأة ينتهي الأمر، ولا تعود به حاجة إلي الأدب، حتي إلي أدبه هو، ثم تأتي الهجرة الصعبة، والصحراء، وعبء الذنب، والضجر، والغضب، والكدح، والإذلال، والوحدة، والألم، والاحباط، والهزيمة، والاستسلام..ويمكن القول، بمعني من المعاني، إن حياة رامبو كلها كانت بحثا عن المبدأ الصحيح، المبدأ الذي يستطيع أن يمنحه الحرية أكيدا، ويتضح هذا تماما في البداية، باعتباره مجددا..وفي النصف الثاني من حياته، عندما هجر المجتمع، غدا هدف مبدئه الاسبارطي أكثر غموضا. أمن أجل النجاح الأرضي، حسب، تحمل كل تلك المصاعب والحرمانات؟ ظاهريا يبدو أن ليس له هدف آخر، أكثر من أي مغامر طموح. أما أنا فيبدو لي أنه كان يستعد لرحلة مثل رحلة درب الآلام..ورامبو يخبرنا بسبب انزعاجاته، فيقول: (أري أن انزعاجاتي هي بسبب فشلي في أن أفهم بالسرعة اللازمة أننا من العالم الغربي. مستنقعات الغرب!).لماذا أعبد رامبو فوق الكتاب الآخرين؟ يسأل ميللر نفسه، ويجيب: لست شغوفا بعبادة المراهقة، ولا أقول لنفسي إنه عظيم شأن كتاب آخرين قد أشير إليهم. لكن شيئا فيه هزني أكثر مما فعله شخص آخر. في رامبو أري نفسي، كما لوكنت أنظر في مرآة. ولا أجد أي شيء قاله غريبا عني، مهما كان وحشيا، أو غير معقول، أو عصيا علي الفهم..هل يمكنني أن ألج عالم رامبو الآن. معتمدا علي كشاف نور ميللر هذا الذي خطه عن حياة رامبو وشعره. قبل أن أشرع في قراءة رامبو وزمن القتلة توقفت كثيرا أمام سؤال ملغز، بأيهما أبدأ، بأعمال رامبو أم بكتاب عنه؟ كنت قد قرأت له قصائد متفرقة وبناء عليه اقتنيت أعماله الكاملة، واقتنيت كتاب ميللر هذا. لكني الآن وبعد أن فرغت من كتاب ميللر أكاد أجزم بأني لم أختر بطريقة واعية تماما قراءة هذا الكتاب أولا. لكني سأبدأ علي الفور في التهام أعمال رامبو تحت تأثير كشاف نور ميللر هذا.مقتبسات:- يوما ما كانت الدعوة العليا، أن تكون شاعرا، أما اليوم فهي أكثر الدعوات عقما. ليس هذا لأن العالم ممتنع عن توسل الشاعر، ولكن لأن الشاعر نفسه لم يعد يعتقد برسالته الالهية.- إن الإشارات والرموز التي يستخدمها الشاعر هي أوثق البراهين علي أن اللغة وسائل تعامل مع العصي والملغز.- يتشبه الشاعر في الدفاع عن نفسه بالرياضي أو الفيزيائي، مستخدما اليوم، لغة إشارية تماما، لا يستطيع أن يفهمها أغلب المتعلمين، لغة سرية لا يفهمها إلا أهل عبادته.- الدرس الوحيد الواجب أن نتعلمه في هذه الحياة، هو أن نعاني بدون أن نشكو.- ما نفع الشاعر إن لم يصل إلي رؤيا جديدة للحياة؟ إن لم يكن مستعدا للتضحية بحياته شاهدا علي حقيقة رؤياه وبهائها؟
Quotes:What we obviously lack in America, what we are not even aware we lack, is the dreamer, the inspired madperson.As the voice of the poet becomes stifled, history loses its meaning and the eschatological promise bursts like a new and frightening dawn upon the consciousness of humanity.It is the past which is engulfing us, not the future. The future always has and always will belong to the poet.I believe that the dreamer, no matter how impractical they may appear to the man in the street, is a thousand times more capable, more efficient than the statesman.The only law which is really lived up to whole-heartedly and with a vengeance is the law of conformity.Humanity's greatest dread is the expansion of consciousness. All the fearsome, gruesome part of mythology stems from this fear. "Let us live in peace and harmony!" begs the little man. But the law of the universe dictates that peace and harmony can only be won by inner struggle. (Infinitist deconditioned logic)Whose voice is it that now makes itself heard, the poet's or the scientist's? Are we thinking of beauty, however bitter, or are we thinking of atomic energy? And what is the chief emotion which our great discoveries now inspire? Dread! We have knowledge without wisdom, comfort without security, belief without faith. The poetry of life is expressed only in terms of the mathematical, the physical, the chemical. The poet is the pariah, an anomaly. They are on the way to extinction. Who cares now how monstrous they make themselves? We have never thought of power in terms of good, only in terms of evil.What humans want are food, shelter, clothing--basic things--not money.And for the rebel above all humans it is necessary to know love, to give it even more than to receive it, and to be it even more than to give it.He is in our world but not of it; his allegiance is elsewhere. It is his mission to seduce us, to render intolerable this limited world which bounds us. (4D human being)The scientist's instinct for life is pervertedFor both Rimbaud and Van Gogh the cup of bitterness was filled to overflowing (like Denis before the 60s)Humanity's greatest desire is to burn with ecstasy, to commerge out little flame with the central fire of the universeAnd life for the modern human had become an eternal Hell for the simple reason that they have lost all hope for attaining paradise. They do not even believe in a paradise of their own creation.The true ancestors of the visionaries live in the future, distant humans much unlike the past.He changes identity so thoroughly that if he were to pass himself on the road he would not recognize himself. This is perhaps the last desperate way of tricking madness--to become so utterly sane that one does not know one is insane.All forms, all orders of being from the angels to the worms, are struggling to communicate with those above and below (communication through the chain of being to free consciousness to unshackle perception)The sage remains silent after the creation of their values to give voice to them in silence and have them heard that much more.Similarly, he refused to recognize an ideal society composed of soul-less bodies manipulated from their political or economic centersNarcism introduces a fear greater than all others--the loss of identity.Let us have a new heaven and a new earth!--that was the sense of Rimbaud's obstinate revoltThe moral crisis of the 19th century has merely given way to the spiritual bankruptcy of the 20th.
I would have preferred to give this book a 2 star rather the a 3 star, but I feel like I should have liked it more... Ok, fine, I should give it 2 stars. It's the same problem as Shakespeare, and I decided a long time ago what to do about this problem: just admit that it's just not my thing.I'm glad that I read it, and it was very short, so not much of a commitment. There were good parts: Henry Miller's visuals of the "Season in Hell" were great, and it was definitely interesting to hear about this beleaguered poet, dying of bone cancer after having his leg removed, fifteen years after he wrote his last verse. I imagine that if I knew French, the book would have been more meaningful; or if I had read any Rimbaud, which apparently is impossible to translate into English. The root of the problem isn't Rimbaud, because the book was only partially about him. The problem is that I absolutely do not care about the artist's dilemma at all, and that was the main focus of the whole book. All of the agony, the contemplation on why artists can't seem to be successful professionally, how they can't seem to care about the same things normal people do.... Very boring. It's not that I didn't give it a chance. It's just overwrought and uninteresting. Honestly, the Wikipedia page about Rimbaud was so much more interesting than the book was.Also, as a side note, at one point Henry Miller says that Rimbaud has a weighty secret, and implies that he also has a secret. It seems ironic that, fifty years later, the consensus seems to be that Rimbaud was gay. It was clearly not a conclusion that Henry Miller made, regardless of his level of obsession.
—Rose
In my opinion this is one of the greatest biographies ever written. Henry Miller captures the essence of Rimbaud better than any work/homage I have read. “He will never be satisfied,” writes one biographer...I know because I suffer from the same disease...I don't believe for a minute that the flowers ever faded or the stars were ever dimmed in Rimbaud's eyes...It was the world of men that his weary glance saw things pale and fade. He began by wanting to “see all, feel all, exhaust everything, explore everything, say everything.” ...He had no choice of fighting for the rest of his life to hold the ground he had gained or to renounce the struggle utterly. Why could he not have compromised? Because compromise was not in his vocabulary. He was a fanatic from childhood, a person who had to go the whole hog or die. In this lied his purity, his innocence.—Henry Miller, The Time of the Assassins (1946)
—Joe Dwyer
Sometimes you need to get out of your comfort zone, and with this I did, big time. It was recommended to by by a friend, and so I put it on my Amazon wish list, after which a far-away and never-met Facebook friend got it for me as a birthday present.First of all: I am quite an analytical person, and never have seen anything in poetry. Also I do not listen to texts from songs, I listen to the music. So maybe I lack the background and experience to appreciate books like this work by Miller. But here are my observations and impressions.I understand that comparisons, hyperbole and symbolism can sometimes work to clarify the point an author wants to make. But when a book consists only of comparisons, hyperbole and symbolism I get irritated, as it is not anymore supporting the aim of the author to communicate his ideas, but much more makes the impression of being an attempt to impress and confuse.Also Miller seems very fond of Dialectical contradictions, I started counting them per page. Now and then this form can be powerful, but if every second sentence contains such forms it gets boring and counter productive.Interesting that Miller included lots of passages in original French. Nice to practice after many years, but not really helpful in conveying his message.The book is about a prodigy French poet who writes until he is 18 and then "looses it". I could imagine the firm of a literary biography would work and would make sense. The form that Miller choses (what form is it?) makes me lose the message, or not getting it.As admitted in the beginning: I am fully aware that I may not have the "equipment" to enjoy this kind of books. In that case this review is more about me than about Miller. But aren't reviews always a lot about the reviewer?
—Folkert Wierda