Share for friends:

Read Père Goriot (1997)

Père Goriot (1997)

Online Book

Genre
Rating
3.8 of 5 Votes: 4
Your rating
ISBN
039397166X (ISBN13: 9780393971668)
Language
English
Publisher
w. w. norton & company

Père Goriot (1997) - Plot & Excerpts

حين يكتب فيكتور هيجو عن باريس، يشبهها بفتاة مغناج، تنفجر ضاحكة في وجه الجنس البشري وتقول أأنا بلهاء؟! لها ابتهاج هو بمثابة الصاعقة، وضحكتها فوهة بركان يصيب رشاشه الأرض. ولها الحق في أن تكون كذلك حسب تصوره، إذ أن لها يوم 14 تموز، وهي تحمل جميع الأمم على أن تقسم يمين ملعب التنس. كتبها ومسرحها وفنها وعلمها وفلسفتها ينهل منها البشر: تفاخر بباسكال وديكارت وروسو وفولتير وموليير. يشاطرها الكون لغتها، وهي فوق ذلك كائن أخلاقي. أكثر من عظيمة، وغير متناهية. لماذا؟ لأنها تتجرأ حسب قوله. غير أن باريس هذه تصدر من رجل يرى هذه المدينة درع يتحصن به ويحارب بها ضد نابليون الثالث. باريس من الخارج، باريس الثورة والمدينة والأرض والدولة، وليست باريس التي يعيش فيها الفقير والغني، رجل البلاط والموظف العادي، العمال ورجال الشرطة. باريس الثورة مختلفة عن باريس البشر. بلزاك- وهو بلا شك رسام باريس- يرى هذه المدينة من منظار آخر. باريس الطبقة الراقية لا تدري بتلك الوجوه الممتلئة بآلام نفسية، هي بحر، أو محيط حقيقي. لو ألقي فيه المرجاس لن يصل إلى القاع. مهما تعدد واهتم مستكشفوا هذا المحيط، سيكشف دوماً فيه مناطق غير مرتاده، وأغوار مجهولة وجواهر وأشياء سهى عنها الغواصون الأدبيون. وفندق مدام فوكيه في رواية الأب غوريو واحدة من هذه الأماكن المجهولة. الكتابة عن بلزاك أشبه بالغوص في محيط من الأدب والفكر والفلسفة. ليس لأن سيرة حياته مثيرة، فهي عادية ومليئة بالكوارث والتهور، لكن كأديب، كعاشق يقرأ كل ما يقع بين يديه، ويهتم بأن يُنظر إليه كأحد مؤرخي التاريخ الفرنسي اجتماعيا وفلسفياً وأدبياً، فبلزاك محيط حقيقي. الأديب ستيفان تسفايج في نهايات حياته، كان يخطط لأن يكتب أربعة كتب عن بلزاك، لأنه حسب تصوره هو الكاتب العظيم الذي يستحق بأن يكون معلماً للروائيين. ولأن ما قام به من بناء أدبي محموم للكوميديا الإنسانية هي أحد أروع الآثار الأدبية التي سيخلدها التاريخ. وإن كنت سأستشهد برأي، لن ابتعد كثيراً عن معاصري بلزاك، إذ قال الأديب الكبير فيكتور هيجو على قبر بلزاك في رثاءه: إن جميع كتبه تؤلف كتاباً واحداً، كتاباً حياً، ساطعاً، عميقاً، نرى فيه كل حضارتنا المعاصرة تروح وتجيئ. هو كتاب رائع أعطاه الشاعر عنوان الملهاة، وكان يمكن أن يعنونه بالتاريخ الذي يأخذ جميع أشكاله وأساليبه، كتاب فيه من الحقيقي والشائع والمبتذل والمادي، والذي في بعض الفترات ومن خلال جميع الحقائق الممزقة بشكل واسع ومفاجئ، يفسح المجال بغتة، لاستشفاف المثال الأكثر قتامة والأكثر مأساوية. مبدع هذا العمل الهائل والغريب هو من السلالة الفذة لهؤلاء الكتاب الثوريين. انطلق صوب هدفه لا يحيد عنه، وقبض بيديه الاثنتين على المجتمع الحديث وراح يخلع عنه كل شيء: عن البعض نزع الأوهام، عن الآخرين الآمال، عن هؤلاء صرخاتهم، وعن أولئك نزع الأقنعة.والكتابة عن أدب بلزاك أشبه بالكتابة عن نص أدبي ليس له نهاية. يحتاج لوقت حتى يتمكن القارئ من فهم أبعاد العمل العظيم المسمى بالملهاة الإنسانية. ولفهم أبعاد هذا العمل يحتاج القارئ لأن يتتبع رحلة الشخصيات، وصور الحياة في كل الملهاة. تنقسم الملهاة لعدة أقسام: صور من الحياة الخاصة، صور من الحية الباريسية، صور من حياة المقاطعات، صور من حياة الريف، الدراسات الفلسفية، وكل هذه الصور والدراسات تجتمع في إطار فني هي الملهاة. و لأن شخصيات بلزاك ليست شخصيات تبدأ وتنتهي برواية واحدة. هي ممتدة، وفي ذات الوقت منفصلة. يستطيع القارئ أن يقرأ أي عمل دون ترتيب ويطوي صفحات شخصيات هذه الرواية. ولكن حين يقرأ عمل آخر سيصادف واحدة من تلك الشخصيات التي قرأ عنها. فهو في رواية ما شاب في مقتبل العمر، وفي رواية أخرى وزير في الحكومة. كمثال على ذلك: لبلزاك رواية قصيرة بعنوان لويس لامبير، وهي عن شاب شديد الذكاء، أغرق نفسه في العلم. ويحلو للنقاد الأدبيين أن يقارنوا هذا العمل القصير للغاية بفاوست غوته. هذه الشخصية تموت في نهاية الرواية. وفي رواية ثانية: الأوهام الضائعة، يتلقى مجموعة من الشباب خبر وفاة لويس لامبير. يأتيهم هذا الخبر كالصاعقة ويقومون برثائه في عدة صفحات، حتى أن أحدهم وصف لويس لامبير بأحد ألمع عقول عصره. بلزاك واقعي، لا رومانتيكي. رغم أن الرومانتيكية تفجرت بصورة أكبر بعد وفاته إلا أن تأثيرات واقعيته الأدبية كان لها حضور وثبات وتأثير.. وحتى بعد وفاته، يجد بعض الروائيين اتجاههم في الكتابة الواقعية، وإن كان أشهر مثال على ذلك هو إميل زولا، حين دخل عالم الأدب وأراد أن ينجح، قدم التحية لمعلمه الواقعي الأكبر وسار على نهجه بأن أقام نوعاً جديد من الملهاة الواقعية. لي تجارب سيئة مع الواقعية، بعكس الرومانتيكية التي أجدها الأقرب إلي في الأدب. وإن كنت سأحدد مثالاً سأقول واقعية غوستاف فلوبير. لا أستطيع أن أتقبلها، وأشبهها بالمقصلة. إذا كان هؤلاء الأدباء ساروا على نهج معلمهم بلزاك: فكيف ستكون واقعية بلزاك إذاً؟ أتذكر بأني فتحت صفحات من رواية بلزاك الزنبقة في الوادي وأُعجبت بلغته وتصويره. وتجرأت حينها وقلت أن بلزاك رومانتيكي لا واقعي، لكن تلك اللغة كانت ضرورة فنية بسبب نوعية السرد. الأفضل بأن أغامر وأقرأ بلزاك مباشرة. قراءة أولى خالية من التحيزات وبعيدة عن تلك الآراء التي تصف بلزاك بأعظم الروائيين، وهو قول شهير لأديب إنجليزي إذا لا يوجد روائي عظيم استطاع أن يقدم مادة أدبية مثل بلزاك حسب قولهفي الصفحات الأولى من الأب غوريو يخاطب القارئ مباشرة: هذه المأساة ليست بخيال ولا برواية، كل شيء فيها حقيقي، حقيقية إلى درجة أن كلاً يمكن أن يتبين عناصرها في بيته. وبهذا الخطاب للقارئ يصف بلزاك المكان الذي تدور فيه الرواية: فندق برجوازي يضم بين جنباته أشخاص كل واحد منهم لديه نوع من المأساة. والواقعية تقتضي التفصيل: ليس كل شيء متعلق بالأبطال إذ أن المكان له حضور، فيصور المؤلف المنطقة والشارع واتجاهاته وشكله وإحساس المار بهذا المكان والإضاءة التي تغطي جنباته في إحدى الساعات. تبدأ الصورة كبيرة ثم تضيق شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى الفندق: يبدأ بالمدخل والحجرات والجدران والأشكال الفنية فيه والروائح وإنعكاسات هذه على السكان،. بلزاك أشبه بكاميرا التصوير، يلتقط عدة صور ويصفها، حتى يصل إلى المقيمين في هذا النزل الذي تدور حوله المأساة. كلمة مأساة كافية لتصف الجو المحيط وطبيعة سكان الفندق. لكن الرؤية تتغير: الكاتب الرومانتيكي سيهيم شعراً ببطل المأساة، وسيرفع من نوع المأساة الخاصة بالأبطال إلى درجة تبدو معه هذه المأساة وكأنها نوع من التضحية أو رحلة للخلاص من الظلام إلى النور، حدث أساسي يجب أن يمر به الإنسان كي يتطهر. بلزاك بواقعيته لم يسلك هذا الاتجاه، ولم يتجه لتحليل نفسية أبطاله حتى يظهروا للقارئ بصورة أوضح. إن الجسد هو أوضح نقطة في التصوير الأدبي الواقعي: الجسد بطبيعته من شحوب وكآبه وضياع. للجسد لغة تعطي تصور أولي عن ماهية الشخص: أصحاب بلزاك ذوي بنية متينة الهيكل صمدت لعواصف الحياة، وجوههم جامدة قاسية ممسوحة، كوجوه عملات لم يعد يتداول الناس بها، أي أنهم على الهامش. أفواههم الذابلة مسلحة بأسنان نهمة، يشعرون بمآسي تمّت أو لا تزال جارية، لا من تلك المآسي الممثّلة تحت أضواء المسرح بين لوحات ملونة، بل مآسي حية صامتة، مآسي قارسة تحرك القلب بحرارة، مآسي مستمرة. من المنطقة إلى الشارع ثم الفندق والسكان: لم يقطع بلزاك تصويره الواقعي إذ يتنقل من جانب لآخر بكل سلاسة. ولا داعي للقطع إذ أن الزمن متصل، غير منقطع. الطريقة البلزاكية في الرواية تعطي أهمية قصوى للمكان، وتحديداً المنزل. كان لدي هذه الفكرة: الإثارة تستلزم الحركة، التنقل من مكان لآخر، وعدم الثبات. بلزاك يحافظ على مكانه ولا يتزحزح منه إذ أن كل الحوارات والأحداث تدور إما في الفندق أو على المسرح أو في الغرف، ولا يترك أبطاله وحيدين، إذ يجعلهم يتصادمون ويتفاعلون مع الآخرين. الروائي الإنجليزي سومرت موم يعتقد بأن بلزاك هو أول من استخدم المنزل كمكان تدور فيه أحداث قصة، ومنذ ذلك الحين والمنزل يستخدم مرات عديدة، لأنه وسيلة ملائمة، تمكن المؤلف من خلالها من أن يعرض لمختلف الشخصيات معاً في مختلف المشاكل. هذه الطريقة البلزاكية ذات تأثير في الأدب إذ أن روائيين كثر ساروا على نهج بلزاك في هذه الطريقة، وإن كنت سأذكر مثال سأقول دوستويفسكي، الروائي الشهير، إذ أن غالبية أعماله مقامة على الطريقة البلزاكية في مكان واحد.يحلو لبعض النقاد وصف رواية الأب غوريو بدرة تاج الملهاة الإنسانية. كقارئ قرأ الرواية، بلزاك لم يخرج عن أفكار عصره وتحديداً من بعض الأعمال التي اشتهرت حينذاك حول المال والعائلة والعلاقة بين الآباء والأبناء. ولن أبالغ إذا قلت بأن بعض جوانب القصة كانت درامية للغاية ولا تحتاج لكل هذا، لكن الروائي حين كتب الأب غوريو يجعل قارئه يسير بلا توقف بصورة محمومة ليصل إلى الصورة المفجعة في هذه المأساة: أن يقتل شخصية طيبة للغاية مثل الكلب، ولكن هذه المرة ليس بواسطة جريمة أو حرب، بل من أقرب المقربين وأكثرهم حباً لك.حين يصل الشاب راستينياك إلى باريس قادماً من الريف لدراسة القانون في إحدى الجامعات الريفية، كان شاباً محتفظاً برقة وجمال أبناء الريف الذين لا يفكرون أبعد من عائلتهم ومستقبلهم. غير أن المجتمع الجديد ليس الريف: هنا باريس. لكي يدخل إلى هذه المدينة ويصل إلى ما يطمح إليه، يحتاج لأن يقفز عدة قفزات حتى يصل. لكن المشكلة هي التكلفة: هل يستطيع أن يضحي بما يحمل من قيم في سبيل لأن يصل؟ أو يظل على ما هو عليه، لن يستطيع أن يرى أبعد من أنفه؟ هي ذات المشكلة الدوستويفسكية في الجريمة والعقاب: هل يستطيع البطل الدوستويفسكي راسكولينكوف أن يقتل في سبيل أن يخلص المجتمع من الشر؟ الطريق أمام راستينياك ليس مفروشاً بالورود، إذ أن هذا العالم الباريسي مرعب، إذا أراد أن يعيش عليه أن يعامل العالم كما يستحق أن يعامل، يضرب دون رحمة، يتعامل مع الرجال والنساء كأحصنة بريد تنفق عند كل مرحلة وهكذا يصل إلى أوج طموحاته. بلزاك يشبه بطل روايته: هو مثله مولود في العام 1799، وأخ بكر مثله، ولديه أختان يحبهما، وانطلق في التحصيل العلمي حتى حصل على الدرجة الجامعية، ثم تعرض لآلام الحياة بدخوله المجتمع مجرداً من ميزات الثروة. حين يتطلع الشاب راستينياك في نهاية الرواية إلى مدينة باريس: يرفع يديه في وجه المدينة كخصم، كعدو، متوعداً إياها بأنه سينتقم وينتصر. وهو ذاته الروائي المجرد من ميزات الثروة: حين قرر أن يغزو باريس، أن يكون نداً لنابليون، لكنه بقلمه. نماذج شخصيات بلزاك عالمية أكثر منها فرنسية. أهم شخصيات الأب غوريو ظهروا في عدة أعمال عظيمة لاحقة مثل شخصية راسكولينكوف في الجريمة والعقاب، فهي نسخة مطورة وأكثر تعقيداً من النموذج الأول في رواية الأب غوريو: أوجين دو راستينياك. وشخصية اللورد هنري في صورة دوريان غراي لأوسكار وايلد، بل وسأتخطى ذلك وأقول شخصية فيلم العراب هي نموذج للشخصية البلزاكية العظيمة: فوترن. ليس هناك من شخصية بمثل براعة فوترن. كيف يمكن للشر أن يكون متجسداً بهذه الجاذبية الشديدة. شخصية جذابة تسحر كل شخصيات الرواية، وتجذب القارئ لقوة حجته وآراءه الشديدة القسوة. لكي يصل أمثال راستينياك إلى ما يطمحون إليه، عليهم أن يتخذوا المثال الأكبر: نابليون. أن يقفزوا فوق الحاجز وفوق القوانين. أن يكون هو من يسحق بأقدامه، لا أن يسحق تحت أقدام الآخرين. هل يريد راستينياك أن يغدو محامياً؟ لكي يكون كذلك عليه – كما يقول فوترن في خطابه الشهير في رواية الأب غوريو: عليك أن تعاني لعشر سنوات وتنفق ألف فرنك في الشهر، وأن تكون لديك مكتبة ومكتب، وأن ترتاد المجتمع، وأن تُقبل معطف أحد المحامين المرخصين للحصول على دعاوي وأن تكنس قصر العدل بلسانك، ولو أن هذه المهنة ستصلك إلى غايتك لما كان لدي أي اعتراض، لكن اذكر لي في باريس خمسة محامين ممن بلغوا الخمسين يكسبون أكثر من خمسين ألف في العام؟ بدلاً من أن أحطم نفسي على هذا النحو، أُفضل أن أصبح قرصاناً! ولكي يصل الفرد في باريس إلى ما يطمح إليه عليه أن يكون عبقرياً، ويتقن الفساد، يجب الولوج في كتلة البشر كقنبلة دفع، كجرثومة طاعون: الناس ينحنون تحت سلطان العبقرية، يبغضونها، يحاولون الافتراء عليها لأنها تأخذ دون اقتسام، لكن يخضعون لها إذا دامت، وبكلمة واحدة: يعبدونها راكعين إذا لم يستطيعوا دفنها في الوحل. يذكر هنري ترويا أن دوستويفسكي تأثر ببلزاك وترجم رواية الأب غوريو وأوجيني غرانده إلى الروسية. وقد تخطى ذلك بإضافة كلمات من قبله لم ترد من قبل بلزاك، لكي يظهر التأثير بأقصى ما يستطيع. تدور في ذهني فكرة مقارنة بين بلزاك ودوستويفسكي، بين شخصيات أعمالهم: راستينياك وفوترن في الأب غوريو، وراسكولينكوف في الجريمة والعقاب. حين أظهر بلزاك شخصية راستينياك، أظهرها كشخصية ممتلئة بالبراءة، ابن ريفي يحب عائلته ويحب أختيه ويسعى لإسعادهم. يحدث الصراع في روحه حين تتكشف له حقيقة الحياة والعلاقات الاجتماعية في باريس. اكتشف هو بذاته الحاجز الذي يفصل بين حقيقته وبين ما يطمح إليه. غير أن بلزاك أضاف شخصية فوترن لكي يشعل الحريق ويحدث الصخب في داخل روحه. ما حدث في روح راستينياك صراع كأي صراع يحدث في داخل أي فرد، لكن فوترن كان كالشيطان، يصب الزيت على النار ويدعو للتخطي وقفز الحواجز. شخصيتين في الأب غوريو تقابل شخصية واحدة في الجريمة والعقاب لدوستويفسكي. راسكولينكوف مثل راستينياك: قادم إلى المدينة للدراسة ويحب أخته ووالدته ويسعى لإسعادهم. لكن راسكولينكوف ينقصه من يصب الزيت على النار، لا وجود لفوترن في الجريمة والعقاب- رغم أن شخصية سفايدريجلوف تحمل شذرات من فوترن، لكن دوستويفسكي هنا جعل راسكولينكوف ذاته يحمل روح راستينياك وفكر فوترن، دفعة واحدة. راسكولينكوف معجب بنابليون ويفضل أنه يكون مثله ويسير على نهجه. وإذا أراد ذلك عليه أن يكون مثله، بطل خارق يتخطى كل القوانين، وكل الأعراف، حتى يصل. ها هو فوترن في داخل راسكولينكوف: يعيش بداخله. شخصيات دوستويفسكي تعاني صراعاً مريراً، شخصيات مفكرة، تحمل من المتناقضات الشيء الكثير. وهذه ميزة عظيمة لا تتوفر إلا عند قليل من الأدباء. وهذا لا يقلل على الإطلاق من فوترن بلزاك، إذ أنها شخصية صافية للغاية وساحرة، رغم تجسيده للشر المطلق. أن تظهر شخصية مثل هذه، تسحر كل من يقابلها بقوة حجته وبيان لغته، ثم تتكشف حقيقة من نوع آخر في تاريخ هذا الشخص، حقيقة لا تقلل من قوتها، بل وترفعها للأعلى، وها هو فوترن. ومن ذاكرة دوستويفسكي كذلك، تذكر كتب السير أن دوستويفسكي استشهد من ذاكرته بمقطع شهير في رواية الأب غوريو، حين كان يلقي الخطاب الشهير عن بوشكين، حين يقول راستينياك لصديقه الطالب بيانشون: عندما يكون موت شرطاً للحياة، هل يمكن لشاب أن يضغط على زر ويقتل موظفاً كبيراً في عمق الصين؟ ويجيب بيانشون بوجوب ترك الموظف الكبير حياً لأنه سيكون عجوزاً. حين كان الروائي بلزاك يحتضر، كان يصرخ هاذياً: استدعوا بيانشون، إن بيانشون سينقذني. ولم يكن بيانشون هذا إلا شخصية خيالية، طبيب في رواية الروائي: الأب غوريو.

الأب غوريو أونوريه بلزاكبلزاك 1799 – 1850 هو روائي فرنسي ويعد مع فلوبير من رواد المدرسة الواقعية.. وهو روائي غزير الإنتاج "91" رواية.. وأكثر من مائة قصة.. نشرت خلال فترة ما يقارب العشرين سنة. إشتهرت أعمال بلزاك باسم "الكوميديا الإنسانية" وهي تمثل سلسلة من الأعمال تظهر نقداً لمجتمع باريس بحس ساخر لاذع ولا تخفى فيه المواقف المضحكة المبكية. الأب غوريو هي أحد أهم أعمال سلسلة الكوميديا الإنسانية.. وتبدأ الرواية بوصف للفندق الصغير لمدام فوكير والذي يعيش فيه البطل غوريو وجاره الفتى الريفي إيجين دي راستينياك.. والعملاق فوتران والآنسة تايفار الإبنة غير الشرعية لأبيها الرجل الثري تايفار الذي لم يعترف بها حيث أن له وريث شاب من صلبه ومن زواج شرعي. للأب غوريو إبنتان أعطاهما كل ثروته عند زوجهما من نبيلين من نبلاء باريس لتبدأ بعد ذلك رحلة جحودهما له. حيث أنهما تخجلان من أبيهما الشيخ الذي لا يعرف السلوك المهذب الخاص بطبقة النبلاء.يكشف بلزاك في هذه الرواية طبيعة المجتمع الباريسي الزائف اللاهث وراء البريق.. فتكاد كل فتاة ثرية من طبقة النبلاء تملك عشيقاً تحرص على إرضائه وتبذل في سبيل ذلك من ثروتها وسمعتها وكرامة زوجها أيضاً..وعليه.. كانت لكل إبنة من بنات غوريو عشيق.. كما كان لابنة عم إيجين الكونتيسة دي بوسيون عشيق شغفت به جداً.. لدرجة أن زوجها كان لا يمانع من مشاركة عشيقها بها له. ويحدث أن تكون إبنة العم هذه هي سبب تعرف إيجين بفتيات الطبقة النبيلة وخاصة تلك التي تولّه بها.. دلفين الإبنة الصغرى لغوريو وزوجة البارون.. دي نوسينجان..كان فوتران المجرم الفار من العدالة.. يحاول إغواء إيجين بقبول مساعدته له في تزويجه من الآنسة تايفار وذلك بتدبير مقتل أخيها وريث أبيها الوحيد فيضطر الأب لتوريث إبنته.. في مقابل عمولة يحصل عليها فوتران.. لكن إيجين يرفض ويتمسك بالشرف والنبل.. وهنا تكمن المفارقة الكبرى.. حين يرى بعينيه كيف يقابل حب الأب غوريو وكرمه اللا متناهي بكل هذا الجحود فيقرر في نفسه أن هذا لا يقل وضاعة عن عرض فوتران الذي رفضه. صدمني أسلوب بلزاك الجميل وذلك الإستخدام المتقن للألفاظ والصور الجميلة في وصف الأمور.. وتلك النغمة اللاذعة من السخرية في خلق مشاهد تجسد بحق تلك الملهاة الإنسانية التي نعيشها كل يوم.. ويحضرني هنا تلك الفقرة التي وضعها في المقدمة: "بعد أن تكونوا قد قرأتم تعاسة الأب غوريو الخفية، ستتناولون طعامكم بشهية، ملقين عدم تأثركم على الكاتب، ناسبين إليه الغلو والمبالغة، متهمين إياه بالشعر: آه ! ألا فاعلموا أن هذه المأساة ليست خرافة، وليست رواية، وكل ما فيها حقيقي بحيث أن كلاً منا يستطيع أن يتعرف إلى عناصرها في ذاته، وربما في قلبه !" وكم هي من مفارقة رهيبة عندما أعلنوا وفاة الأب غوريو المأساوية ليصدح بعدها مباشرة صوت المدام فوكير داعية الجميع لتناول العشاء !وأنا أقرأ بمأساة الأب غوريو لم يسعني سوى أن أتشرب ذلك الألم الذي شعر به ولا بد. فها هما من بذل إليهما حياته كلها وثروته كلها بل إنه رفض أن يتزوج بعد وفاة زوجته من أجلهما فلا يحضران حتى وفاته.. ولا تمشيان في جنازته.. ولا يقفان على قبره.. وهو الذي كان وهو يحتضر: "لا أريد أن أموت حتى لا تبكيان." بل إن البنت الكبرى تأتيه لتطلب منه ثمناً لفستان حفل الرقص بعد أن رفض زوجها الذي اكتشف خيانتها مع عشيقها الذي ورطها بفضيحة كبيرة لسد ديونه من القمار.. وقبلها بليلة وحين يذهب إيجين كي يخبر دلفين بحالة أبيها السيئة فتصر ألا تسمع شيئاً قبل أن يلبس ملابس حفل الرقص ! وحتى عندما أبلغها بحالته.. أدمعت قليلاً.. وما تلألأ نور القصر في عينيها من بعيد.. حتى قالت: سأذهب إليه، لكن بعد الحفل. ولم تأتِ أبداً.. ثم تأتي النهاية الصادمة.. وبعد أن يتكفل إيجين بكل شيء في إجراءات دفن الشيخ المسكين.. وبعد أن يئس من إبنتيه وأيقن أنهما لن يشاركا في شيء.. كان أول شيء فكر فيه بعد أن نظر مطولاً إلى باريس في إزدراء وتحدي.. هو مكان لقائه القادم بدلفين !باختصار، من أفضل ما قرأت بحق.. لستُ أذكر متى كانت آخر مرة قرأتُ رواية بهذه الجودة.. أبكتني كثيراً.. على ما يبدو أنه عندما يأتي الأمر للأبوة.. يغدو قلبي رقيقاً جداً بشكل سخيف..

What do You think about Père Goriot (1997)?

If you are interested in Balzac, you might be interested in checking out a blog I have just set up for the Yahoo Balzac group. It's at http://balzacbooks.wordpress.com/ and we are gradually posting summaries of the stories that the group has read over the years, and various other useful bits and pieces as well. I think it is going to become a very useful resource for lovers of Balzac.
—Teresa

Balzac is perfect in this book where the good sensibility is mere moral pretend. At first view, Father Goriot is just a good old man that wants the happiness to his daughters. But they don’t love him as he would must be loved. His daughters have shame of him and blame him of his poverty. The good old man suffers cause of this relationship through all novel and end his life in a horrible and pathetic condition. This is a sad history to you? However, Balzac get become it much more cruel yet. Goriot isn’t the good person that we imagine that he is. Goriot is a man that would make all and any things to enter in the high society. How he can’t. He educates his daughters for this. In another words, he sell them to distinct sons of good families and have pleasure with the life that they have. He is, in truth, a mix of voyeur and gigolo of his daughters.This is Balzac in his best form.
—Cleyton Boson

It's good to study up on the history of the novel -- this one's apparently a founding father. Maybe if I'd read it with nothing to do for a week my experience would've been different, but I was too often distracted to commit to the concerns of early-19th century Paris. As such, my feelings about this one are mixed, like with Stendhal's The Red and the Black last year. I love the expository jags, the proclamations about the behavior of all young men, all women in Paris. The essayistic asides seem perfectly phrased, always calling for enthusiastic dog-earing, as though I'll one day find on the page the bit of wisdom that struck me the first time through. I'd love to read essays by Balzac, or even a collection of insights into human nature culled from his hundred million novels. Sometimes I was reminded of that bit in Reality Hunger: A Manifesto where David Shields comes clean and says he thinks novels are life-support systems for eloquent articulation of wisdom/theme. I often sort of muddled through the dramatization, not always sure who was who and what was happening where. (The names/surnames of too many characters start with "V" for me?) Reading this, it became real clear how much we modern readers (ie, "I") rely on chapter breaks and white space between sections or at least clear transitions between scenes. In this, once a scene ends, in the next paragraph a character is propelled across Paris by no more than a hard return. This sort of thing requires an attention I might not always have paid, in part because I wasn't so engaged in the young social climber's upwardly mobile quest? The title character's unconditional love for his daughters is undeniably moving, and maybe also more cloying than Balzac's statements that it's Christ-like. But his daughters I didn't see nearly as well -- and if you don't see someone so well that character is pretty much screwed since being seen by readers gives characters a heartbeat and breath. So: Loved the wisdom zingers throughout, liked the two major male characters, thought less of minor characters (even Cheat-Death), wasn't so engaged by the plot, and wasn't always sure what was going down in the dramatized bits. Seven stars for the expository jags, but maybe 3.25 stars overall, with respect for the writer's perception and humility for my abilities as a distractable 21st century reader.
—Lee

Write Review

(Review will shown on site after approval)

Read books by author Honoré de Balzac

Read books in category Romance