إضافة هذه القراءة العتيقة التي وجدتها عندي من عام 2006ربما لو أتيح لي إعادة قراءة الرواية الآن بعد أن زاد في روحي كم كبير من الكتب و السنوات لكنت نظرت إليها بعين أخرى، و ما كنت لأدري ما أقول عنها الآن بأية حال هي رواية تميل لتكون مسنة و حكيمة---على كل هذه القراءة على ما كنت قضيته فيها سابقا، و الله وحده العالم ما كنت لأقضي حاليا فيما لو قرأتها----لمن لعب بالكريات الزجاجية: تعال شاركني2006حاولت عدة مرات أن ألاعب هيرمان هسه بكرياته الزجاجية و لكني كنت أفشل في كل مرة...0إلى أن أتى اليوم الذي قررت فيه أن أعذب نفسي فأجبرتها على مواصلة قراءة الرواية (لعبة الكريات الزجاجية) و التي بلغت عدد صفحاتها (628)... مقاومة النعاس الغريب الذي ينتابني كلما فتحتها... و هكذا أنهيتها بعد مجاهدة دامت أياما طوالا لا أدري كم دامت لمللي...0الغريب أني أتحدث عن رواية من روايات هيرمان هسه العزيز بهذه الطريقة الممجوجة أنا التي لم تعشق مؤلفا أكثر منه... و لم تحرص على أن تقرأ الأعمال الكاملة لأي مؤلف إلاه...0و الأغرب ما يُقال عنها من أنها من أعظم الروايات التي كتبها... بل إنها حائزة على جائزة نوبل عام 1946لذلك و خلافا لعادتي من تبرئة ساحة ذائقتي حين لا أستسيغ كتابا و اتهام المؤلف فإني أتهمني بأني لم أفهمها تماما و لذلك لم تعجبني... أو لأكون أكثر دقة لم تعجبني أول خمسمئة صفحة منها ليس هناك من أحداث أقصها عليكم... فروايات هيرمان عادة تقوم على الأحداث الداخلية لبطلها...القصة بتبسيط ساذج تتحدث عن حياة يوزف كنشت و قد دخل في كستاليا و هي طائفة تعيش في عزلة عن العالم الخارجي و تكرس حياتها للعلم و المعرفة... ذات نسيج هرمي... و أعظم أشكالها العلمية تتجلى في لعبة الكريات الزجاجية... و هي لعبة تعيد الفنون إلى أصولها الرئيسية و تمزج ما بين الشعر و الفن و التاريخ و الموسيقى... لا تسألوني عن كيفية هذه اللعبة فهيرمان لم يخبرنا عن تفاصيلها... هي لعبة متخيلة على أية حال... فما هي ماهية اللعبة التي تحول الألف إلى باء مثلا!!! على أية حال يدخل يوزف هذه الطائفة و يدرس ثم ليصبح مدرسا ثم رئيسا للطائفة ثم ليعتزلها و يموت...0طبعا الرواية تحتاج إلى معرفة واسعة و إطلاع كبير على الآداب و خاصة الموسيقى و الشعر الرومانتيكي الأوربي و خصوصا الألمانية منها... إذ أنها تقوم على تحليلها و ربطها ببعضها... و لذلك لم تعجبني و لم أستشعر مدى الجهد الذي بذله هيرمان في كتابتها... لأني أصلا لا أعرف عن ماذا يتحدث...0ما يعجبني عادة في روايات هيرمان هو الصراع الذي يعيشه البطل تتنازعه رغبات جسده و توق روحه... هو البحث الدؤوب و الحائر عن المطلق و الكمال... عن السكينة و الصفاء... هو العزلة الروحية التي تكتنف كلماته... هو تلك الصوفية الغريبة...0إلا أن يوزف في هذه الرواية بدا ساكنا مطمئنا منذ البداية و حتى النهاية... و حتى في سني شبابه!!! مما جعلني أشعر أن هيرمان كتبها و قد تقدم في السن... بعد أن حاز على شيء من السكينة و الهدوء اللتين كانا يبحث عنهما في رواياته كلها...0المهم أن قصة حياة يوزف تنتهي عند الصفحة (483) و ما بعد ذلك هو الأعمال التي خلفها يوزف من أشعار و ثلاث قصص قصيرة(صانع المطر، كاهن الاعتراف،السيرة الهندية)... و كما ورد على لسان الراوي نفسه الذي يروي سيرة يوزف "بقيت من أعمال يوزف كنشت ثلاث من السير، سنوردها بنصها و نعتبرها بمثابة أثمن جزء من كتابنا كله" ص153و برأيي بالفعل هذه الأعمال هي أهم و أجمل من القصة ذاتها _رغم أن الكتاب كله هو الرواية_ و ربما لو اكتفى بها لكان كافيا بنظري... حسن قد أحببت هذا الجزء المتبقي من الرواية لدرجة أني وددت لو أعرف الألمانية لأقرأ أشعاره بلغتها و موسيقاها...0المخيف بهيرمان حقا هو بعض عباراته التي تحسه ينقلها من عالم آخر... و كأنه كان يشهد شيئا... و كأنه أدرك أخيرا... قد كشف الغطاء و لو لوهلة...0أدعكم مع بعض منها...0"كانت أيامه هي إصباحات لا يمكن تفريقها عن الأمسيات، أعياد لا يمكن تفويتها عن الأيام العادية، ساعات من الهمة لا يمكن تفريقها عن ساعات الفتور و الخور إلا قليلاً، كانت أيامه تنساب كسولة في تعب مشلول و فتور. و اعتقد الرجل أن ما به مصدره شيخوخة و حَزن. و قد حزن لأنه كان يتوقع أن تأتيه شيخوخته التدريجية من خبو نار غرائزه و انفعالاته بصفاء و يسر في حياته و أن تتقدم به خطوة نحو الإنسجام الذي يتوق إليه و إلى راحة النفس الناضجة التي تمناها، فلما بدت الشيخوخة على غير ما كان يرجو، و لم تأته إلا بهذا البوار المتعب الحزين المطبق، و بهذا الشعور بالتخمة المستعصية. كان يحس بالتخمة من كل شيء: مجرد الوجود، من التنفس، من نوم الليل، من الحياة في كهفه على حافة الوادي، من حلول المساء و من حلول الصباح... نعم، لقد اشتاق إلى نهاية، لقد حل به التعب، لقد زاد الأمر و فاض و أصبحت حياته بلا معنى و بلا قيمة، بل لقد أحس في بعض الأحيان يوسوس له أن يضع حدا لحياته و أن يعاقب نفسه و يأتي عليها... حتى كان لا يمسك غصن شجرة إلا و يختبر صلاحيته في تحمل جثته كمنتحر، و لا ينظر إلى صخرة مائلة في المنطقة إلا ليتبين ما إذا كانت تصلح ليهوي عليها إلى الموت. و لقد قاوم الغواية و وقف في وجهها و لم يضعف، و لكنه كان يعيش يومه في لهيب من كراهية الذات و الرغبة في الموت، و ثقلت عليه العيشة و أصبحت شيئا لا طاقة له على احتمالها" ص565-566 هذا المقطع قرأته بدهشة غريبة... أكان يعرفني يا ترى ... لكن لا أخفي أن أملي قد خاب بالشيخوخة المتأملة...0"كان دازا يعرف نصف ما تعنيه كلمة (مايا) و يخمن النصف الآخر... (مايا) كانت هي حياة دازا، و شباب دازا، و سعادة دازا الحلوة و بؤسه المرير... (مايا) كانت الحب و لذته، (مايا) كانت الحياة كلها. حياة دازا و حياة الناس أجمعين، و كل شيء كان في نظر هذا اليوجي الهرم (مايا)، كان شيئا يشبه عبث الطفولة، يشبه التمثيلية و المسرحية و الخيال، كان لا شيء في جلد مزركش، كان فقاعة صابون، كان شيئا يمكن أن يضحك الإنسان منه بمتعة ما و يحتقره في الوقت نفسه، و لا يأخذه مأخذ الجد بحال من الأحوال" ص607 يعني فيكم تقولو إنو (المايا ) هي الحياة الدنيا... مو هيك على أية حال هذا المقطع مأخوذ من (السيرة الهندية) و هي آخر ثلاثين صفحة... برأيي تعدل بل و تزيد على كل ما تقدمها من صفحات...0بإمكاني أن ألخص القول أن لعبة الكريات الزجاجية تعيد كل العلوم و الفنون و المعارف البشرية إلى أصولها الأساسية لتصل إلى نهاية و غاية واحدة... إلى الذي يصدر عنه كل شيء و إليه المنتهى...0و لذك كانت أعلى أشكال العلوم... و لا يتقنها إلا الكبار...0----أريد أن أنهي الكلام بأحد المقطوعات الموسيقية التي ذكرها في روايته هذه و قصيدةأما المقطوعة الموسيقية فهي هذه التوكاتة لباخجمال حد الفزع و الرهبةتتجاوز كل الكلامhttps://www.youtube.com/watch?v=ho9rZ...---و قصيدة أخرى كان لي معها قصة بلهاء، حيث كنت قرأتها سابقا و قبل الرواية في مكان ما، و أخذت بلبي تماما إلى درجة أحسست فيها بخدر لذيذ في رأسي و كنت مستعدة أن أدفع حياتي مقابل أن يجيبني أحدهم أين أجد هذه المعرفة، حتى أني توسلت كالشحاذين لبعضهم علهم يخبروني:\لأكتشف بعد سنين أنه لا وجود لها إلا في الجنةعسى أن يكرمنا بفضلهحلمكنت ضيفا في دير بالجبل،و دخلت، عندما ذهب الجميع إلى الصلاة،قاعة للكتب. في بهجة نور المغربلمعت هادئة على الحائط بحروفعجيبة كعوب ألف مجلد من البرشمان.فتناولت ممتلئا شغفا بالعلم و سحراأول كتاب، كتجربة، و قرأت:"الخطوة الأخيرة إلى تربيع الدائرة"ففكرت سريعا أن آخذ هذا الكتاب معي!و كتابا آخر من الحجم الكبير مجلدا بالجلد المذهبعلى كعبه عنوان بالحروف الصغيرة:"كيف أكل آدم من الشجرة الأخرى"...من الشجرة الأخرى؟ من أية شجرة، شجرة الحياة؟و هكذا كان آدم خالداً؟ لم يكن من العبث إذن،على ما رأيت أني أتيت إلى هنا، و لمحتكتابا كبيرا كعبه و قطعه و حوافيهتشع في ظلال بألوان الطيف العديدة.كان عنوانه المرسوم باليد:"المعاني المقابلة للألوان و الأنغام،إثبات أن كل لون و انكساريقابله نوع من الأنغام يتبعه كإجابة له".لكم تلألأت لي مفعمة المعنىجوقات الألوان! و بدأت أحس،و كل لمسة لكتاب أكدت إحساسي:أن تلك مكتبة الفردوس.كل الأسئلة التي ألحت علي،و كل ضروب الظمأ التي حرقتني،لها هنا جواب، و كل جوع له خبزمن الفكر محفوظ هنا. لأنني كلما سألتمجلدا بنظرة سريعة، وجدت لكل مجلدعنوانا مكتوبا ينبئ بالكثير.كان لكل حاجة هنا شفاء، كانت هنا كل الثمار دانية القطف،كل الثمار التي يتمناها كل تلميذ،و التي يتلهف على الحصول عليها جريئا كل أستاذ.كان هناك المعنى، المعنى الأعمق الأصفى،لكل حكمة، و شعر و علم،كانت هناك القوة السحرية لكل سؤالو معها المفاتيح و المصطلحات، كانت هناكأرق روح الفكر محفوظة في كتب عظيمةسرية لم يسمع بها سامع.كانت هناكمفاتيح لكل نوعمن الأسئلة و الأسرارملكاً لمن تمنحها له منة الساعة السحرية.فوضعت و كانت يداي ترتعشان،على منضدة للقراءة أحد هذه المجلدات،و حللت رموز الكتابة المصورة السحرية،تماما كما يفعل الإنسان في الحلمكثيرا، ما لم يتعلمه أبدا، بسهولة اللعب و بنجاح.و بعد قليل كنت فرحانفي الطريق إلى أماكن فكرية ذات نجوم، داخلاً في الأبراج الفلكية،حيث تقابلت فيها كل ما رأتالأمم من وحي و من فكر متخذ صوراً،تراث خبرة عالية عمرها آلاف السنين،تقابلت منسجمة ارتباطات جديدة مجددة،يعتمد بعضها على بعضو يفر شابا من المعارف و الرموز و الابتداعات القديمةعلى الدوام سؤال جديد أسمى مما قبله.حتى أني و أنا أقرأ في دقائق أو ساعات،سرت مرة ثانية طريق الإنسانية كلها،و تلقيت من علومها القديمة و الحديثةكلها، في ذاتي معنها العميق.قرأت و رأيتأشكال الكتابة المصورةتنتظم اثنين اثنين، ثم ترجع،و تترتب لرقصة جماعية، ثم تتفرقو تنصب في تشكيلات جديدة،أشكال رمزية عديدة كررتها المرايا المتقابلة،تتخذ معاني جديدة لا تنتهي و لا تفرغ.و بينا أنا هكذا مبهور من المناظر،أبعد النظر عن الكتاب لإراحة العينين هنيهة،رأيت: أنني لم أكن هنا الضيف الوحيد.كان يقف في القاعة متجهاً إلى الكتب،رجل عجوز، ربما أمين المحفوظات،رأيته جادا، منهمكا في عمله،مشغولا عند الكتب، و لاح لي ذا أهمية،أهمية غريبة، أن أعرف نوع و معنىالعمل الكاد. فرأيت هذا الرجل الهرميتناول بيده المسنة الرقيقةكتابا، فقرأ ما كان على كعب الكتابمكتوبا، و نطق بفمه الشاحبالعنوان كأنه يتنسمه - عنواناً خلاباً،ضمان ساعات قراءة لذيذة!و مسحه رفيقا بإصبعه القادر على المسح،و كتب مبتسماً عنوانا جديداً، عنوانا آخر،عنوانا آخر مختلفا تماما، ثم راح يتجولو مد يده إلى كتاب آخر، تارة هنا، تارة هناك،فيمسح عنوانه، و يكتب عنوانا آخر.فنظرت إليه حيران وقتا طويلا و عدت.لما تمنع عقلي على الفهم،إلى الكتاب الذي قرأت فيهسطورا قليلة. لكني لم أجدسلاسل الصور التي نعمت بها لتوي،و انفصل عالم الرموز و لاح كأنهيفر مني، و لم أكن قد جلت به إلا قليلا،و كان يغص بمعنى العالم.ترنّح و دار و لاح كأن السحاب يغطيه،و ينساب بعيدا دون أن يخلف وراءه شيئاإلا بريقا رماديا على برشمان فارغ.و على كتفي أحسست يدافرفعت بصري، فإذا الشيخ المجد يقف بجانبيفنهضت. و تناولت مبتسماكتابي، فتملكتني رعدةمثل الارتعاش، و انزلق إصبعهكالاسفنج عليه. و على الجلد الفارغكتب عناوين جديدة، و أسئلة و وعودا جديدة،كتب أحدث انعكاسات لأقدم الأسئلةو ريشته تفصل الحروف تفصيلا.ثم أخذ معه صامتا الكتاب و الريشة... 0
رواية جليلة مسنة حكيمةأشبه شئ في أناتها وتهاديها وطول نفس صاحبها بحديث أذكياء المسنين ممن حلب الدهر أشطره وتقلب في هذي الحياة ظهرا لبطن ولست هنا في مقام إثبات رأيي وما عن لي من خواطر وآراء أثناء قرائتها أو الإشارة إلى ما قدحت بذهني ونبهت بقلبي وأحيت من موات شعوري في غمرة الحياة وتحت وطأة عواديها فإن هذا يقتضيني ذهنا صافيا ونفسا جميعا وقلبا متنبها وكذاك يقتضيني وقتا طويلا لنقل كافة نقولاتي ما يعين على جلاء الأفكار التي عرضت لي وتلك النقولات كثيرة وطويلة طولا شديدا وتحتاج أيضا إلى تنسيق وترتيب لدمجها في مفاصل الكلام وهذا ما أرجئه ريثما أفرغ مما يستغرق نفسي الآن من مادي الأمور وسخيفها وحتى أعيد قراءة بعض الفصول التي احتاج لقراءتها ثانية حتى تثبت معانيها وأحسن تصورها تصورا غير منقوص أو شائه وتبقى بعض الإشارات يستعين بها من عساه يمر على هذه الكلمات قبل قراءة الرواية أولا- فالرواية قد استغرقت مؤلفها عشر سنوات تأليفا وكتابة فهي أقرب شئ إلى خلاصة موجزة مكتنزة لرؤيته و عصارة ما انتهى إليه فمن هنا لزم الصبر عليها وتحمل ما يعرض من الملل والضيق ثانيا- ما قد يرد على الخاطر لطولها ولرتابتها وبطء حركتها الظاهر ومدارها على شخصية وحيدة لا تعدوها من أنها مملة وقد قال بذلك بعض من قرأها ولا أخفي أني كثيرا ما سئمتها وضقت بها لكني لا أعد تلك الملالة من جنس الملل الفارغ الممستنكر لكنها ملالة الامتلاء !! ذاك أنه طويل النفَس مسترسل محتفل الصدر مما أودعه على مر الأعوام فهو في كتابته يريد أن يضمن تلك السطور ويودع الألفاظ خلاصات الخبرة المتطاولة التي لا تمر بها النفس إلا مرا بطيئا لا تكاد تستشعره وتقف عليه فمن كانت كتابته كأنما تكظ النفس وتملأها وهو هنا يختلف عن دستويفسكي أن الأخير كثير الشخصيات ويصطنع شيئا من الحبكة والأحداث يبثها شيئا من حرارة نفسه وتوهجها أما صاحبنا فإنه "متأمل" متأن يكاد يكون باردا برودة الحكمة لا برودة السخافة والغثاثة ثالثا- يُفضل قراءة السير الثلاث الأخيرة بتمعن وتأملها جيدا قبل الشروع في الرواية فإنها صغيرة وتقرب الكاتب وأسلوبه وأفكاره إلى القارئ الذي لم يألف هيسه مثلي وهي إلى ذلك تكسبه دفعة معنوية وأنسا بالكاتب يعينه على تكبد قراءة الأصل الطويل رابعا- الترجمة جيدة إلا أنها تقصر -في رأيي- جدا عن الوفاء بأداء نفَس هيسه إلينا وأحسب أنها تحتاج إعادة ترجمة تخطها قلم شاعر في المقام الأول مجيد للعربية متمكن من تراكيبها وأساليب الأداء فيها كي ينقل إلينا روح هذا المتصوف الألماني خامسا- أحسب أن دراسة هذه الرواية في ضوء التصوف الإسلامي قد تسفر عن نتائج طريفة ولنا عودة بعد حين بإذن الله
(view spoiler)[إقليم كاستاليا الذي يمثل دولة صغيره داخل الدولة الأم، وتتمثل خصوصيته بكونه مكان يختص بالبحث عن نخبة التلاميذ في البلاد وتنشئتهم وتعليمهم، وظيفة التلاميذ تتمثل في الدراسة والبحث ثم الإنجاز في العلوم والربط بين العلوم المختلفة ... لكن خصوصية كاستاليا أو "روحها" تكمن في لعبة الكريات الزجاجية التي يتقنها صفوة الصفوة من التلاميذ ... والرواية لم تصف تكنيك اللعبة ولكنها باختصار لعبه أساسها الموسيقى والتأمل، وربما عدم وصف تكنيكها يرجع لنية المؤلف بإطفاء نوع من القدسية على اللعبة وليحسَّ القارئ بوجود حاجز بينه وبينها لأنه ليس من أولئك الصفوة (ربما، مجرد تخمين)... وسيد هذه اللعبة يسمى "بالماجستر لودي" الذي تكمن وظيفته في الحفاظ على روح كاستاليا آلا وهو اللعبة "لعبة الكريات الزجاجيه"وهذه الرواية التي اعتبرها سيرة ذاتيه أكثر من كونها رواية لحياة الماجستر لودي "يوزف كنشت" من الطفولة إلى أن أصبح سيداً للعبة ومن ثم تخليه عن وظيفته وتركه لكاستاليا وفي النهاية وفاته وبعض الآثار التي تركهاالرواية بحد ذاتها كفكرة وأحداث وتناولها لفكرة اليوتيوبيا "يوتيوبيا كاستاليا" عادية جداً ولكن شخصية يوزف كنشت هي الشيء الغير عادي ... المؤلف تتبع رحلته في البحث عن الوحدة الداخلية وفهم النفس بسرد فلسفي شديد التعمق ... لا أعتقد أن أي شخص يقرأ الرواية لا تشده هذه الشخصية الفذة بسلامها وصفاءها الداخلي تنوعت شخصيات الرواية ولكني أجد شخصية "بلينيو ديزنيوري" أكثرها تأثيرا في مجرى الأحداث، فهو ليس من المقيمين في الإقليم ولكنه ابن لعائلة لها ثِقلِها (العراقة والثروة) ويُسمح لهذه العائلات بإرسال أولادها للدراسة في كاستاليا ... وكان بيلينيو الشخص القادم من العالم الخارجي يشن هجوماً شديداً على سياسة المدرسة وكان يوزف كنشت هو المحامي عن كاستاليا ... فتطورت العلاقه بينهما من العداوة إلى الصداقة وفي اليوم الذي تخرج فيه بيلينيو ودَّع كنشت وقال له ( تبيَّنت شيئاً فشيئاً أن بقائي في كاستاليا سيكون معناه التجائي إلى الهرب، إلى هرب شريف،كريم، ربما، ولكنه على أي حال هرب لا أكثر ولا أقل. سأعود وسأصبح إنساناً من أهل الدنيا، واحداً من أهل الدنيا يكن لكاستاليا الامتنان....) وكانت هذه العلاقة التي تجمعهما بذرة زُرعت في داخل كنشت ستنمو مع الوقت لتغير مجرى حياته لاحقاًومن هناك تطورت الأحداث وأصبح كنشت الماجستر لودي والغريب أنه لم يكن حلمه ولم يسعى لذلك، بل كتحصيل حاصل لتميزه فقط ....... وخلال ممارسته لمهنته اكتشف ولعه بتدريس الخامات النقية من البشر " الأطفال" ولكن منصبه وقف حاجزاً في طريقه فأحس بالحرمان ولذلك فقد شغفه لكاستاليا خصوصاً في ظل إحساسه بالخطر عل مستقبل كاستاليا لتدهور نوعية التلاميذ وانعزال كاستاليا عن سياسة العالم الخارجي ... و في هذه الحالة النفسية يعود ويظهر صديقة القديم بيلينيو الذي كان محطماً نفسياً غارقاً في الشُرب لعدم تمكنه من الصمود في العالم الخارجي بمفاهيم كاستاليا، ومشاكله العائلية ... فكان هذا اللقاء بمثابة الشعرة التي جعلته يقرر التخلي عن يوتيوبيا كاستاليا والذهاب إلى الدنيا الحقيقية بعد أن وصل يوزف كنشت إلى قمة الهرم في كاستاليا بأن أصبح سيداً للعبة، وقرر أن يترك كاستاليا بعد خمود شعلة الشغف بداخله وصف الحياة بجملة قال فيها(كان الإنسان هنا خارج العالم، كان الإنسان هنا عالما صغيرا كاملا لا ينمو ولا يتحول) وكأنه أراد أن يقول بأن السعادة نعيشها أثناء سعينا للكمال وما أن نصله فإننا نشعر بالملللو كان تقييم الرواية يتوقف فقط عن شخصية يوزف كنشت فإنني سأمنحها خمس نجوم للأثر الذي تركه في نفسي ... لا أعتقد أني سأنسى هذه الشخصية وخصوصاً أن الرواية من النوع الذي تزداد جمالاً عند تأملها وتذكرها بعد أن نغلقها وننتهي منها "لعبة الكريات الزجاجية" الحائزة على نوبل 1946 ، علمت أنها نشرت أيضاً تحت اسم "ماجستر لودي" وأعتقد أنه يليق بها أكثر كعنوان ... رواية تقرأ على مهل وبتركيز شديد ... سعيدة جداً بروعة الترجمة (hide spoiler)]
—Lona
this was a life changing book when I read it - I was 21 years oldI wonder how I'd react if I re-read it.I'm almost afraid to find out.I don't want the memory to be ruined.
—Paul
The Glass Bead Game is the least of all of the works by Hesse that I have have read. Set next to many of his other works, particularly Narcissus and Goldmund, it is atrocious. Hermann Hesse is certainly monomaniacal in his contemplations of human nature but the GBG is entirely recycled material presented with all the finesse of an expository sledgehammer. Rarely does something transpire that it's not mentioned three or four times in consecutive paragraphs. (Don't believe it? How many times is the fact that Joseph postpones his game instruction mentioned in the second chapter?)The novel takes place in some distant future that is in every way early nineteenth century bucolic Germany. In this utopia, a sexless (and nearly womanless) and deathly dull world of abstract intellectual development, mastering intellectual abstractions is the highest calling for humanity. That Knecht comes to realize that Castalia is too isolated from the rest of unworthy, simple-minded humanity hardly gives the impression that Hesse hadn't settled on this as his ideal world... a cop out from his earlier work. (What Dionysian impulses?)Missing are the vivid portrayals and homoerotic tensions that propelled his novels beyond Platonic dialogues and into personal journeys. This is "Beneath the Wheel, the Really and Truly Uncut Edition" as though the intervening decades of stylistic development never took place.
—Eric