رواية.. حكاية.. حقيقة.. وقائع.. وخيال.. شعر.. عشق.. فلسفة.. سياسة.. دين.. وتاريخ.. كلها سمرقند.. ”أجمل وجه أدارته الدنيا يوماً نحو الشمس..“سمرقند منبت شجر التوت الأبيض الذي صنع من ورقه مخطوط الخيام.. لينتقل بعدها بين البلدان.. وننتقل وراءه في تاريخ بلاد فارس.. وكأننا نبحث عنه.. أم عن فارس.. نقطة الإلتقاء في الكتب الأربعة الأجزاء التي حوتها الرواية..في الجزء الأول من الرواية (والمسمى بالكتاب الأول والثاني) تنطلق رحلة الخيام من سمرقند حيث يلتقي بجهان والقاضي أبو الطاهر الذي يقدم له عربون الصداقة.. المخطوط الفارغ آملاً من عمر أن يملأه برباعياته.. ومع اقتراب تمدد الدولة السلجوقية لحدود نصرستان.. يسافر عمر الخيام إلى أصفهان للقاء الوزير الأقوى لملكشاه.. نظام الملك.. ويقدم له بعد اعتذاره عن المنصب صديقه الذي التقاه في رحلته لأصفهان حسن الصبّاح.. الاسماعيلي مؤسس فرقة الحشاشين.. والذي امتلك لاحقاً قلعة الحصن المنيع آلموت بعد تسارع الأحداث السياسية في الرواية..وينتهي هذا الجزء الأول بموت الخيام في مسقط رأسه نيسابور.. وموت الصبّاح في قلعته آلموت.. واحتراق مكتبته العظيمة لسبعة أيام بلياليها.. وضياع المخطوط..وفي الجزء الثاني من الرواية (الكتاب الثالث والرابع) ينطلق بنيامين عمر لوساج في رحلته من أميركا للبحث عن المخطوط.. فتبدأ رحلته من القسطنطينية.. حيث صديق جده جمال الدين الأفغاني.. الذي ما وطئت أفكاره - ناهيك عن أقدامه - بلاد ما إلا وثارت بها أفكار الانسانية والحرية.. يحدثه جمال الدين ويوصيه عن احتمالات المخطوط وطرق الوصول إليه.. ولكن بنيامين بعد رحلة مثيرة في بلاد فارس استطاع ان يهرب منها بمساعدة شيرين حفيدة الشاه وهو مطالب بجريمة قتل الشاه وليس له فيها ناقة ولا جمل.. غادر بنيامين تاركاً خلفه المخطوط ومحبوبه (شيرين) وصديق (فاضل) وأم وأخوات جديدات وذكرى أليمة.. أثر ألمها أيضاً في جمال الدين بعد أن علم تأثير فكره في فعل ميرزا المجنون قاتل الشاه.. ولكن جمال بقي منتظراً موته بشجاعة كما انتظره نظام الملك قبل أكثر من 800 عام..بعد اعلان أول مجلس نواب في تاريخ فارس إثر ثورة التجار وأبناء آدم.. يعود بنيامين مجدداً بحثاً عن مخطوطه ومحبوبته.. ليجد نفسه وسط تبريز محاصراً من قبل قوات القوزاق والروس ومقاتلاً مع أبناء آدم دفاعاً عن الدستور.. وتتدخل أمريكا دعماً للثوار بارسال خبير للميزانية بعد نجاح الثورة وعودة الحياة الديمقراطية.. ولكن الخبير أعاق مصالح الروس والانكليز ليعودوا بعدها بالشاه بالقوة إلى الحكم ويسقطوا البرلمان مرة أخرى.. وكان وقتها المخطوط قد وصل لشيرين.. وأمضى بينيامين معها ليالي عديدة برفقة الرباعيات.. قبل أن يهاجروا مع المخطوط على ظهر التايتنيك تاركين ورائهم فارس..”زهرة الشرق تحملها زهيرة الغرب.. ليتك ترى يا خيام اللحظة الحلوة التي كتب لنا أن نحياها..“تميزت الرواية بسرد روائي جميل.. جمع البحث التاريخي بالحبكة الدرامية.. التاريخ تلك الحكايا الجميلة قصها لنا معلوف وأبدع في لغتها دمشقية..ومن نقاط الضعف في الرواية وجود بعض الهبوط في التشويق في بداية الجزء الثاني.. وعدم وضوح التسلسل الزمني في الرواية رغم وجوده.. كما أن الكاتب استند على ضرورة وجود خلفية ثقافية للقارئ تهيئ له فهم بعض المصطلحات والمسميات في تاريخ الدولة السلجوقية كأسماء المناصب والقوات.. بالإضافة إلى ضعف توضيح الجغرافيا بالرواية..رواية جداً ممتعة وساحرة.. ومثيرة للبحث في التاريخ والاستزادة من المعلومات الواردة فيه.. كشخصية حسن الصبّاح وفرقة الحشاشين وأبناء آدم وبعض ما ورد عن جمال الدين الأفغاني وسحر تأثيره..تقييم الرواية 4.5/ 5
لا تعْجب لشيء..إن للحقيقة وجهين، و للناس أيضًا"لم تكن رواية سمرقند فقط بالنسبة لي رحلة كتاب...ولا سيرة شاعر وعالم...وإنما مزيج من التاريخ...في منطقة وفترة غائبة عن وعيي...وقد برع أمين معلوف في دمج الخيال بالحقائق التاريخية...حتى لا تكاد تفصل بينهما....فقد وقفت منبهرة أمام لغة سردية رائعة...ومخيلة واسعة...وفيض معرفي بأحداث التاريخ...وانتقال بالزمن من عام 1072 إلى 1912 بكل سلاسة دون الشعور بفجوة زمانية..فقد جمع بينهما تقارب في الأحداث السياسية والدينية ونوع الصراعات...وتنقل في مساحات رحبة من المكان، بل إن المكان تسيّد الرواية بدءا من عنوانها إلى ذلك الحشد الهائل من أسماء المدن والذي زخرت بههذه الرواية من أكثر الروايات التي استخدمت فيها محرك البحث للتأكد من بعض الحقائق التاريخية...فتكتمل المتعة لما تشعر بمصداقية الكاتب وحرصه على نقل الوقائع كما يسردها التاريخ...وإن كان بالنهاية يقودك لوجهة نظره وأفكاره!!!الموضوع الرئيس في الرواية "مخطوط سمرقند" أو" رباعيات عمر الخيام" ورحلة البحث عنه حتى غرقه في قاع المحيط الأطلسي مع التايتانيك عام 1912 ...وفي نفس الرحلة يقودنا أمين معلوف للتعرف على ولادة المخطوط وعلى شخصية عمر الخيام وأفكاره وشعره وعلمه والشكوك التي دارت حول إيمانه ونسبة الرباعيات إليه...وعلاقته بحسن الصباح زعيم فرقة الحشاشين الاسماعيلية والذي اتخذ من ألموت حصنا له...وعلاقته قبل ذلك بنظام الملك وحظوته لديه...الأصدقاء الثلاثة المتباينين فكرا وطموحا...جمعهم التاريخ وفرقتهم نظرتهم للحياةوفي هذا الجزء الكثير من المعلومات التاريخية والنقاشات الفكرية التي تلقي الضوء على فرقة الحشاشين الباطنية...و الصراع في البيت السلجوقي بعد وفاة "ألب أرسلان" ووقوف نظام الملك إلى جانب "ملكشاه" ليتولى السلطنة على حداثة سنه رغما عن الجميع...والذي دافع عن مملكة من أقوى دول التاريخ، ونافح عن الدين والسنة فى وجه المد الفارسي...وكان يحلم برقعة هائلة من الأرض تحت رايةٍ واحدةٍ وإن كانت هذه الأخيرة بيد سلطان تركيّثم ينتقل بعد ذلك للحديث عن المواطن الأمريكي لوساج وحكايته مع مخطوط سمرقند ورحلة بحثه عنه، ليلتقي ونلتقي معه بجمال الدين الأفغاني والأميرة شيرين...ونرقب الكثير من الأحداث السياسية التي عصفت بفارس، والحركات الثورية على الرموز الدينية، ودور الروس والأمريكان فيها...فهي كما قالت شيرين:"تذكرني فارس بسفينة شراعية منكودة ، فالبحارة لا يفتأون يجأرون بالشكوى من أن الريح غير كافية لدفعهم. و فجأة ترسل عليهم السماء إعصاراً عقاباً لهم"الرحلة إلى سمرقند كانت ممتعة خفيفة في نصفها الأول...مملة بعض الشئ في نصفها الثانيوإن كان الطريق الأمريكي فيها ممهدا...فما فتئ الكاتب في القسم الثاني عن إبراز الوجه المشرق للبعثات التبشيرية...والإشارة إلى العلاقة بين الشرق والغرب والإصرار على مد الجسور بينهما!!!والترجمة كانت لعفيف دمشقية في غاية الروعة.
هنا يتجلى الإبداع والسحر واللامعقول أيضاًمخطوط سمرقند"زهرة الشرق تحملهازهيرة الغرب"ذلك المخطوط الذي يحوي رباعيات الخيام وأحوال ذلك الزمن على هوامشهاتبدأ الحكاية من نيسابور حيث ولد عمر الخيام الفلكي الفيلسوفالذي كتب رباعياته بسرية تامة ولم يعرف بها إلا عشيقته "جهان" وشخص آخر جعل من نفسه مرافقاً لعمر بعد نفيه وتنقله بين أكثر من خمسة عشر بلداً على التواليينتقل المخطوط إلى قلعة ألموت، قلعة زعيم الحشاشين "حسن الصباح" وقائد الطائفة الإسماعيلية المنشقة عن فرق الشيعةذلك القائد السفاح الذي نافس الوزير نظام الملك على السلطة في عهد السلطان السلجوقي ملكشاهثم يختفي المخطوط بعد الغزو المغولي وإحراق القلعة وتتوارثه الأجيال بصمت تام وكأن شيئاً متفقاً عليه ليخرج أخيراً في القرن التاسع عشرفينتقل مرة ثانية إلى أياد مختلفة تتناقلهجمال الدين "المعلم" المنفي الغني عن التعريفميزا رضا قاتل الشاهشيرين حفيدة ذلك الشاه وعشيقة بنيامين عمر لوساج الذين أنقذا المخطوط أثناء سفرهما على متن التيتانيك ليروي لنا أخيراً بنيامين قصة هذا المخطوطوما أروعها من قصةتجوب بنا المشرق والمغربتشهد وفاة ألب أرسلان السلطان السلجوقي واستلام ابنه الحكم برعاية الوزير نظام الملكسمرقند التي تنوء تحت حكم نصر خان وأولياء العهد من بعدهسيطرة تركي خامون على زوجها السلطان ملكشاه وتحكمها بالأوضاع آنذاك بمشاركة جهان وتسليمها الوزير نظام الملك لأيدي الحشاشين ليتموا لها ما تبغيه حيث كان الوزير العائق الوحيد في وجه طموحاتهاوفاة السلطان وزوجته وجهان عشيقة عمر الخيامحسن الصباح السفاح الذي أرهب العالم ب"الفدائيين" الذين يقوم بتدريبهم بنفسه وبكل حماسالغزو المغولي ووحشيتهنفي المصلح والثائر الشيخ جمال الدين حيث كان سبب نفيه أنه قال في خطاب عام في القسطنطينية وبحضور أعظم الشخصيات الدينية إن رسالة الفيلسوف توازي في حاجة البشرية إليها رسالة النبيالثورات والإنقلابات التي قام بها بعض سكان فارس الداعين للدستورالطمع الروسي الإنكليزي في أراضي وثروات فارس ووقفهم ضد الدستور الذي يعرقل مصالحهم في المنطقة وإستعانة فارس بخيراء أمريكيينلتحقق أمنية عمر الخيام حيث تمنى لمخطوطه الخلود دون أن يتمناه لنفسه
—Sarah Shahid
الجميل في هذه الرواية هو معلوماتها عن نشأة طائفة الإسماعيلية (فرقة الحشاشين)وإن كانت مقلة في الحديث عن أعمالهم في تلك الحقبة...حيث كان مجرد ذكر طائفتهميرعب أشجع الناس...أتمنى أن تروقك،،،.
—Eng.Khalid Ib
ما زلت مستمتعة رغم بطئي الشديد في القراءة في التفاصيل الوصفية التي تأخذكَ بعيداً ، كأني بنفسي فوق دفتي مخطوطة سمرقند .. أحلق من عهد لعهد .... ومن يدِ إلى يد ... ومن سماء لأخرى ... الأحداث التاريخية المتلاحقة .. وزخم الوصف .. أنساني الوقت وأنا أحلق زهرة الشرق تمتطي زهرة الغرب ، وشتان بينهما ، !مخطوط يخطف الأنفاس ويعيش ألف حياة على ألف يد ، ترعاه الأعين والأيدي ثم يختفي في قعر المحيط هي نهاية أكثر من شيقة لحكاية أبت أن تستكين 15 من نيسان تاريخ يندس بعيداً عن النسيان ، يوم امتزج الخيام مع المحيط في حكاية طويلة مستعدة أن أقرأ رحلة المخطوط مرة أخرى ولكن على لسانه ، لسان المخطوط ذاته وهو يرى ألف يد تتصفحه ، ورف يحمله وروح تعشقه كانت رحلة ممتعة ... حرضتني على قراءة الخيام مرات أخرى
—Fatimah Al Shabeeb